مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب النهي عن الخذف

          ░122▒ باب النهي عن الخذف
          فيه حديث عبد الله بن مغفل بالغين المعجمة ثم فاء المزني: نهى النبي صلعم عن الخذف. هذا الحديث سلف في الصيد، والذبائح.
          والخذف بالخاء والذال المعجمتين: الرمي بالحصى. وعبارة ابن بطال: الخذف عند العرب الرمي بالسبابة والإبهام، قال: وأكثر ذلك في الرمي بالحجر، ومنه حصى الخذف في الحج. وإنما نهى عنه؛ للأذى كما ذكر، وهو مثل قوله للذي مر في المسجد بالنبل: ((أمسك بنصالها)) وهذا من الآداب.
          (ولا ينكأ) مهموز والأشهر ينكي كما سلف، ويفقأ الغين مهموز.
          قال والدي ⌂:
          (باب من نكت العود) يقال: نكت في الأرض إذا ضرب فأثر فيها.
          قوله: (يحيى) أي: ابن سعيد القطان و(عثمان) أي: ابن غياث بكسر المعجمة وخفة التحتانية وبالمثلثة البصري وفي بعض النسخ يحيى بن عثمان وهو سهو فاحش و(أبو عثمان) هو عبد الرحمن النهدي بالنون و(بلوي) بدون التنوين البلية.
          وفيه معجزة لرسول الله صلعم حيث وقع كما أخبر لأن البلاء الذي أصابه هو الشهادة وتقدم الحديث في كتاب المناقب، وذكر فيه أن الحائط هو بستان فيه بئر أريس بفتح الهمزة وكسر الراء وبإسكان التحتانية وبالمهملة.
          قوله: (محمد بن بشار) بفتح الموحدة وشدة المعجمة و(ابن أبي عدي) بفتح المهملة الأولى وكسر الثانية محمد و(سليمان) هو التيمي و(منصور) هو ابن المعتمر و(سعد بن عبيدة) مصغر العبدة ختن أبي عبد الرحمن عبد الله السلمي بضم المهملة وفتح اللام الكوفي المقري.
          قوله (فرغ) بلفظ المجهول أي: حكم عليه بأنه من أهل الجنة أو النار وقضي عليه بذلك في الأزل و(لا يتكل) أي لا يعتمد عليه إذ المقدور كائن سواء عملنا أم لا فقال بل عليكم بالأعمال فإن الذي قدر عليه بأنه في الجنة يسهل الله عليه عمل الصالحين، ومن قدر بأنه في النار يسر الله عليه / عمل الطالحين مر في كتاب الجنائز في باب موعظة المحدث.
          قوله: (أخي) هو عبد الحميد و(سليمان) هو ابن بلال و(محمد بن أبي عتيق) بفتح المهملة وكسر الفوقانية و(علي بن حسن) هو زين العابدين و(صفية) بفتح(1) المهملة بنت حيي بضم المهملة وخفة التحتانية الأولى وشدة الثانية و(الغوابر) أي: الباقيات والغابر لفظ مشترك بين الضدين بمعنى الباقي والماضي، و(تنقلب) أي: تنصرف إلى بيتها و(أم سلمة) بالمفتوحتين هند المخزومية و(نفذا) بإعجام الذال، يقال رجل نافذ في أمره أي ماض و(على رسلكما) بكسر الراء؛ أي: على هينتكما ويقال افعل كذا على رسلك أي اتئد فيه ولا تستعجل.
          و(سبحان الله) إما حقيقة أي: أنزه الله عن أن يكون رسوله منهما بما لا ينبغي وإما كناية عن التعجب من هذا القول و(كبر) أي: عظم وشق عليهما و(مبلغ) أي كمبلغ ووجه الشبه عدم المفارقة وكمال الاتصال و(يقذف) أي: شيئاً تهلكان بسببه لأن مثل هذه التهمة في حقه صلعم تكاد تكون كفراً مر الحديث في الاعتكاف.
          قوله: (ابن أبي ثور) بلفظ الحيوان المشهور عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور مر مع الحديث في باب التناوب في العلم.
          قوله: (هند) منصرفاً وغير منصرف بنت الحارث الفراسية بكسر الفاء وبالراء وبالمهملة، وقيل: القرشية وعبر عن الرحمة بالخزائن كقوله: {خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي} [الإسراء:100]، وعن العذاب بالفتن لأنها أسباب مؤدية إلى العذاب، أو هو من المعجزات لما وقع من الفتن بعد ذلك.
          و(فتح الخزائن) حين تسلط الصحابة على فارس والروم.
          قوله: (رب) فيه لغات وفعلها محذوف؛ أي: رب كاسية عرفتها، والمراد: أن اللاتي يلبسن رقيق الثياب التي لا تمنع من إدراك لون البشرة معاقبات في الآخرة بفضيحة التعري، أو أن اللابسات للثياب النفيسة عاريات عن الحسنات مر في كتاب العلم، واعلم أن هذا الحديث وقع في بعض النسخ قبل باب التكبير، وحينئذ لا يناسب ترجمة ذلك الباب.
          قال ابن بطال: قلت للملهب ليس حديث أم سلمة مناسباً للترجمة فقال: إنما هو مقو للحديث السابق يعني: لما ذكر أن لكل نفس بحكم القضاء والقدر مقعداً من الجنة أو النار أكد التحذير من النار بأقوى أسبابها وهي الفتن والطغيان والبطر عند فتح الخزائن، ولا تقصير في أن يذكر ما يوافق الترجمة ثم يتبعه بما يقوي معناه، وقال أيضاً: عادة العرب أخذ العصا عند الكلام والخطب وغيره.
          والشعوبية وهم طائفة تفضل العجم على العرب أنكروا ذلك عليهم وهو جهل منهم وكيف لا وكان لموسى ◙ عصا وقد جمع الله فيها من البراهين العظام، وكان لسليمان منسأة يتخذها في مصافاته وصلواته وخطبه أقول: وهي سنة للأنبياء وزينة للأولياء ومذمة للأعداء وقوة للضعفاء.
          قوله: (عقبة) بضم المهملة وسكون القاف وبالموحدة، ابن صهبان بضم المهملة وإسكان الهاء وبالموحدة الأزدي بفتح الهمزة وسكون الزاي وبالمهملة (عبد الله بن مغفل) بضم الميم وشدة الفاء المفتوحة المزني بفتح الزاي وبالنون من أصحاب الشجرة و(الخذف) بالمعجمتين رمي الحصا بالأصابع و(النكاية) قيل الغدر وجرحه و(الفقء) بالفاء والقاف والهمز القلع.
          قال ابن بطال: هو الرمي بالسبابة والإبهام، والمقصود النهي عن أذى المؤمنين وهو من جملة آداب الإسلام.
          الزركشي:
          (ولا ينكأ العدو) بفتح الكاف مهموز، وكذا الرواية، وهي لغة، والأشهر: ((ينكي))، معناه المبالغة في أذاه، قاله القاضي.


[1] في المخطوط: ((بضم)) ولعل الصواب ما أثبتناه.