مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب نكت العود في الماء والطين

          ░119▒ باب من نكت بالعود في الماء والطين
          فيه حديث أبي موسى أنه كان مع رسول الله في حائط... الحديث.
          والحائط: البستان سمي بذلك؛ لأجل الحائط المبني حوله، حوطه عليه، وحيطان: أصله حوطان، فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها.
          قوله: (يضرب به) وفي الباب الآتي: فجعل ينكت في الأرض بعود، وهو بمعنى الأول، إذ هو الضرب بالقضيب فيؤثر فيها، وهو ثلاثي مضموم الكاف، قاله ابن التين: وهذه عادة العرب أخذ المخصرة والعصى والاعتماد عليها عند الكلام والمحافل والخطبة، وهو مأخوذ من أصل كريم ومعدن شريف، ولا ينكرها إلا جاهل.
          وقد جمع الله تعالى لموسى ◙ في عصاه من البراهين العظام ما آمن به السحرة المعاندون، واتخذها سليمان بن داود لخطبته موعظة وطول صلاته، وكان ابن مسعود صاحب عصا موسى وعنزته، وكان ◙ يخطب بالقضيب، وكفى بذلك دليلاً على شرف حال العصا، وعلى ذلك الخلفاء والخطباء.
          وذكر أن الشعوبية تنكر على خطباء العرب أخذ المخصرة والإشارة بها إلى المعاني وهم طائفة تبغض العرب وتذكر مثالها وتفضل عليها العجم، وفي استعمال الشارع المخصرة الحجة البالغة على من أنكرها. وسلف عنه ◙ أنه طاف يستلم الركن بمحجن، وهي عصا محنية الرأس.
          وكانت العصا لا تفارق سليمان بن داود في مصافاته.