مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب أبغض الأسماء إلى الله

          ░114▒ باب أبغض الأسماء إلى الله تعالى
          فيه حديث أبي هريرة قال رسول الله صلعم: ((أخنى الأسماء)) الحديث.
          وعنه رواية قال: ((أخنع اسم عند الله وقال سفيان غير مرة: إلى آخره)).
          قوله: (أقبل الأسماء) كذا في الأصول، وأورده ابن بطال وابن التين: ((أخنى الأسماء)) وهو ما في بعض النسخ، وفي أخرى: ((أفحش))، وأخرى: ((أوضع))، وأخرى: ((أخنع)).
          وروي في حديثه الثاني: ((أخضع))، قال الخطابي: إن كان أخنى محفوظاً، فمعناه: أفحش الأسماء وأقبحها من الخناء، وهو الفحش، وأما ((أخنع)) فمعناه: أذل وأوضع، يقال: خنع خنوعاً إذا تواضع وذل، وقيل: خضع.
          وعبارة صاحب ((الأفعال)): إذا ذل وأعطى الحق من نفسه، فعاقب الله من طلب الرفعة في الدنيا بما لا يحل من صفات ربه بالذل يوم القيامة، كما جاء في الحديث أن المتكبرين يحشرون يوم القيامة في صورة الذر يطؤهم الناس بأقدامهم.
          وشاهنشاه بالفارسية: هو ملك الملوك، وروى سفيان عن ابن أبي نجيح عن جابر قال: ((أكره الأسماء إلى الله ملك الأملاك)). وإنما كان ملك الأملاك أبغض إلى الله تعالى وأكره إليه أن يسمى به مخلوق؛ لأنه صفة الله، ولا تليق بمخلوق صفات الله ولا أسماؤه، ولا ينبغي أن يتسمى أحد بشيء من ذلك؛ لأن العباد لا يوصفون إلا بالذل والخضوع والعبودية.
          قال الداودي في الحديث: أبغض الأسماء إلى الله: خالد ومالك؛ وذلك أن أحداً ليس يخلد، والمالك الله تعالى. قال: وما أراه محفوظاً؛ لأن بعض الصحابة كان اسمه خالد ومالك. قلت: هذا عجيب؛ ففي الصحابة خالد فوق السبعين، ومالك في الصحابة فوق المائة وعشرة، والعباد وإن كانوا يموتون فالأرواح لا تفنى، ثم تعود الأجسام التي كانت في الدنيا وتعود فيها الأرواح ويخلد كل فريق في أحد الدارين.