مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب وضع الصبي على الفخذ

          ░22▒ باب وضع الصبي على الفخذ
          ثنا عبد الله بن محمد، ثنا عارم، بسنده عن أسامة بن زيد: كان رسول الله يأخذني فيقعدني على فخذه، الحديث.
          (عارم) هو أبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي البصري، وعارم لقب وكان بعيداً من العرامة وهي الشدة والشراسة، مات في صفر سنة أربع أو ثلاث وعشرين ومائتين، روى عنه (خ) وروى هو و(م) (د) (ت) (ن) (ق) عن رجل عنه، قيل: إنه تغير بآخره.
          و(أبو تميمة) من أفراد (خ) واسمه: طريف بن مجالد الهجيمي هجيم بن عمرو بن تميم مولاهم، وهو من بني سلي بن رفاعة بن عذرة بن عدي بن بيهس بن طرود بن قدامة بن جرم بن ربان بن حلون بن عمران بن إلحاف بن قضاعة.
          قال ابن طاهر: باعه عمه لبني الهجيم، فأغلظت له مولاته فقال لها: ويحك، إني رجل من العرب. فلما جاء زوجها قالت: ألا ترى ما يقول طريف فسأله، فأخبره، فقال له: خذ هذه الناقة فاركبها، وخذ هذه النفقة فالحق بقومك، فقال: لا والله لا ألحق بقوم باعوني أبداً. فكان ولاؤه لبني الهجيم حتى مات سنة خمس وتسعين.
          وفي الرواة أبو تميمة آخر واسمه كيسان، سمع ابن عمر، وعنه ابنه أيوب السختياني، روى لطريف الجماعة إلا (م).
          و(الفخذ) بفتح الفاء وكسر الخاء وسكونها وكسرهما.
          قوله: (ويقعد الحسن على فخذه الأخرى) ظاهره أن ذلك في وقت واحد. وقال الداودي: لا أراه في وقت واحد كان أسامة أكبر من الحسن بمدة طويلة؛ لأنه ◙ أخرج أسامة إلى الحرقات، وأخرجه إلى منى، وأخرجه في الجيش الذي توفي رسول الله قبل خروجه.
          والحسن كان عند وفاة رسول الله ابن ست سنين. وقال غيره: إنه ولد سنة ثلاث في رمضان، فيكون عمره عند وفاته ثماني سنين، فإن وفاته ◙ سنة إحدى عشرة، وفي سنة ثلاث علقت فاطمة بالحسين ولم يكن بينهما إلا طهر واحد يقال: خمسين ليلة.
          ووضع الصبي على الفخذ من باب رحمة الولد، وسلف أنه ◙ كان يحمل أمامة في الصلاة، وهو أكبر من إجلاسه للحسن وأسامة على فخذه في غير الصلاة.
          وفيه: مساواة الرجل لابنه ولمن تبناه في الرفق والرحمة والبركة.