مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب قول الرجل للشيء: ليس بشيء وهو ينوي أنه ليس بحق

          ░117▒ باب قول الرجل للشيء: ليس بشيء
          قال ابن عباس: قال النبي صلعم للقبرين... إلى آخره.
          ثم ساق حديث عائشة: سأل أناس رسول الله... الحديث.
          معنى قوله: (بل كبير) يعني: شيء حقير ليسارة التحرز منه.
          قوله: (وإنه لكبير) لورود الشرع بالوعيد فيه إن لم يعف الله. وهذا الباب أصل لما تقوله العرب من نفيهم العمل كله إذا انتفت عنه الجودة والإتقان. تقول لمن لا يحكم صنعته: ما صنعت شيئاً، وما قال شيئاً لمن تكلم بحلف من الكلام على سبيل المبالغة في النفي، ولا يكون ذلك كذباً كما قاله ◙ في الكهان: ((ليسوا بشيء)). على ما يأتون به من الكذب، يعني: الذي يقولون ليس بشيء وهو خلق موجود. وهذا الحديث نص الترجمة.
          قوله: (فيقرها في أذن وليه) قال ابن الأعرابي: القر: ترديدك الكلام في أذن الأبله حتى يفهمه. ومعنى: كقر الدجاجة: أراد صوتها إذا قطعت، يقال: قررت الدجاجة تقريراً وقريراً، فإذا رددته قلت: قرقرت قررة وقريراً. وفي ((الصحاح)): قر الحديث في أذنه يقره، كأنه صبه فيها. ضبطه بضم القاف.
          قال الخطابي: ورواه هنا: قر الدجاجة وفيما تقدم ((كما تقر القارورة)). لست أبعد أن يكون الصواب في الرواية: قر الدجاجة تقر قرًّا وقروراً، و(قرقرت): إذا قطعت صوتها. والذي تقدم عن ابن الأعرابي أنها الترديد.
          وروى الفربري عن أبي عبد الله: قر الدجاجة. بكسر القاف، كأنه حكاية صوتها. وبين ◙ أن إصابة الكاهن إنما هي من طريق استراق السمع.
          قال الداودي: وفيه: دليل أنه إذا اختلط شاة حية وميتة، أن أكلها لا يحل.