مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب اسم الحزن

          ░107▒ باب اسم الحزن
          فيه حديث ابن المسيب، عن أبيه، أن أباه جاء إلى رسول الله صلعم، فقال: ((ما اسمك؟)). قال: حزن. قال: ((أنت سهل)) قال: لا أغير اسماً سمانيه أبي، قال ابن المسيب: فما زالت الحزونة فينا بعد.
          وحزن بفتح الحاء المهملة وسكون الزاي: ما غلظ من الأرض.
          قوله: فما زالت الحزونة فينا بعد. يريد: صعوبة الأمور وامتناع التسهيل فيما يريدونه، قال الداودي: يريد الصعوبة في أخلاقهم. إلا أن سعيداً أفضى به ذلك إلى الغضب في ذات الله.
          وفيه: أن التحويل إلى الحسن من الآداب، وإلا كان حيرة وما جاز له الثبات عليه.
          وفي الحديث: ((إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم)) وإنما استحسن تحويل الاسم للتفاؤل للخير وقد غير برة بزينب، وحول اسم عبد الله بن عمرو بن العاصي إلى عبد الله، كراهية لاسم العصيان الذي هو مناف لصفة المؤمن، فإنما شعاره الطاعة وسمته العبودية.
          قال الطبري: / فلا ينبغي لأحد أن يسمي باسم قبيح المعنى، ولا باسم معناه التزكية والمدح ونحوه، ولا باسم معناه الذم والسب، بل الذي ينبغي أن يسمى به ما كان حقًّا وصدقاً.