مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب: يبل الرحم ببلالها

          ░14▒ باب يبل الرحم ببلالها
          فيه حديث قيس بن أبي حازم، أن عمرو بن العاص قال: سمعت النبي صلعم جهاراً الحديث.
          في (م): ((إلا ابن أبي فلان)) قيل: إن المكني عنه الحكم بن أبي العاص، والبلال: جمع بلل أطلقوا النداوة على الصلة كما أطلقوا اليبس على القطيعة؛ لأن بعض الأشياء تتصل وتختلط بالنداوة، ويقع بينهما التجافي / والتفرق باليبس، فاستعاروا البلل لذلك، وقال القاضي: ببلالها بكسر الباء. يقال: بللت رحمي بلًّا وبلالاً وبللاً، قال الأصمعي: أي وصلتها وبدأتها بالصلة، وإنما شبهت قطيعة الرحم بالحرارة تطفئ بالبرد، وقال الخطابي: بلالها بالفتح كالملال. وقال الهروي: البلال جمع بلل، كجمل وجمال.
          وقال ابن بطال: يعني: أبلها بمعروفها، والبل هو الترطيب والتندية بالمعروف، وشبه صلة الرحم بالمعروف بالشيء اليابس يندى فيرطب، وذلك أن العرب تصف الرجل إذا وصفته باللؤم بجمود الكف، فتقول: ما يندى كفه بخير وإنه لحجر صلد يعني: أنه لا يرجي نائلة ولا يطمع في معروفه كما لا يرجى من الحجر الصلد ما يشرب، فإذا وصل الرجل رحمه بمعروفه، قالوا: بل رحمه بلا وبلالاً.
          وإنما ذلك تشبيه من رسول الله صلة الرجل رحمه بالنار يصب عليها الماء فتطفأ. قال المهلب: فقوله ((ولكن لهم رحم أبلها ببلالها))، هو الذي أمره الله في كتابه فقال: {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [لقمان:15] فلما عصوه وعاندوه دعا عليهم فقال: ((اللهم أعني عليهم بسبع)) فلما مسهم الجوع أرسلوا إليه قالوا: يا محمد، إنك بعثت بصلة الرحم، وإن أهلك قد جاعوا، فادع الله لهم، فدعا لهم بعد أن كان دعا عليهم فوصل رحمه فيهم بالدعاء لهم، وذلك مما لا يقدح في دين الله، ألا ترى صنعه ◙ فيهم إذ غلب عليهم يوم الفتح، كما أطلقهم من الرق الذي كان توجه إليهم فسموا بذلك الطلقاء، ولم ينتهك حريمهم ولا استباح أموالهم، وهذا كله من البلال.
          وذكره ابن التين بلفظ: ((أبلها ببلاها)) قال: وكذا وقع و(بلالها) أجود وأصح، و(بلاها) لا أعرف له وجهاً.
          قال الداودي: وجهه يحتمل ما نال منهم من الأذى، قال: وهذا لا يكون إلا في الكفار، قال تعالى: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ} [التوبة:128].
          وقال ابن التين: هذا الذي ذكره الداودي غير ظاهر؛ لأن البلاء ممدود ولا يقال في ذلك أنه ◙ قال: لهم رحم أبلها بالأذى وإنما هو بلالها، بفتح الباء كما قرأناه وكذا هو في أكثر النسخ، وفي بعضها بالكسر، وكذا ضبطه الجوهري قال: انضحوا الرحم ببلالها؛ أي: صلوها بصلتها وندوها، قال الخطابي: وقد يتأول ذلك على الشفاعة من رسول الله في القيامة.
          قال المهلب: قوله: ((إن آل أبي ليسوا بأولياء يعني بأوليائي، إنما وليي الله وصالح المؤمنين))، فأوجب الولاية بالدين ونفاها عن أهل رحمه، إذ لم يكونوا من أهل دينه، فدل ذلك أن النسب محتاج إلى الولاية التي بها تقع الموارثة بين المتناسبين والأقارب، فإن لم يكن دين يجمعهم لم تكن ولاية ولا موارثة، ودل هذا أن الرحم التي تضمن الله تعالى أن يصل من وصلها ويقطع من قطعها، إنما ذلك إذا كان في الله وفيما شرع، وأما من قطعها في الله وفيما شرع فقد وصل الله والشريعة، فاستحق صلة الله بقطعه من قطع الله، قال تعالى: {لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء} [الممتحنة:1]، وقال: {لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ} [التوبة:23]، وقال: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ} [الأنفال:72] فكيف بمن لم يؤمن؟!
          قوله / : (قال عمرو: في كتاب محمد بن جعفر بياض) إنما نبه عليه؛ ليعرف أنه ترك الاسم، وقد عرفه وسكت عنه؛ لئلا يؤذي به المسلم من أبنائهم كما روي أن عمر كان إذا لقي عكرمة بن أبي جهل سب أباه، فقال له ◙: ((لا تسب الميت تؤذ به الحي)) قاله الداودي.
          وقال عبد الحق في ((جمعه)): الصحيح في ضبط هذا الحرف بياض برفع الضاد وأراد أن في كتاب محمد بن جعفر موضع أبيض لم يكتب ولا يعرف أيضاً في قريش في ذلك الوقت ولا غيرهم بنو بياض إلا بني بياضة في الأنصار.
          وقوله ◙: (ولكن لهم رحم) دليل على أنهم كانوا من بني عبد مناف أو من غيرهم من قريش.
          وقوله: (آل أبي) لعله يريد أكثرهم، قال الخطابي: والولاية التي نفاها ولاية القرب والاختصاص لا الدين. وقوله هذا يخالف ما ذكره الداودي؛ لأن الأذى لأبناء المسلمين لا يكون لانتفاء القرابة، وقول الداودي أقوى وأولى، كما نبه عليه ابن التين.
          (وصالح المؤمنين) قال قتادة: أبو بكر. وقال الثوري: الأنبياء. وقال عكرمة وسعيد بن جبير: أبو بكر وعمر. وقال مجاهد: هو علي.
          قال والدي ⌂:
          (باب صلة الوالد).
          قوله: (الحميدي) بضم المهملة عبد الله واسم أمها قيلة بفتح القاف وسكون التحتانية على الأصح بنت عبد العزى وقيل: كانت أمها من الرضاعة و(راغبة) أي: في بري وصلتي وقيل راغبة أي: عن الإسلام كارهة له وذلك كان في معاهدة النبي صلعم الكفار ومدة مصالحتهم و(ابن عيينة) هو سفيان شيخ الحميدي وقال الله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ} الآية [الممتحنة:8] مر في كتاب الهبة.
          قوله: (يحيى) أي: ابن عبد الله بن بكير بضم الموحدة و(هرقل) بكسر الهاء وفتح الراء وإسكان القاف غير منصرف اسم قيصر ملك الروم أرسل إلى أبي سفيان يطلبه إلى مجلسه ليتفحص عن حال رسول الله صلعم فقال أبو سفيان في حديث تقدم أول الجامع.
          فإن قلت: كيف دل على الترجمة؟ قلت: بعموم لفظ الصلة وإطلاقه.
          قوله: (مدتهم) أي: التي عينوها للصلح وترك المقاتلة و(مع أبيها) أي: أبي أم أسماء.
          فإن قلت: ذكر في الترجمة ولها زوج فأين في الحديث ما يدل عليه؟ قلت: إن كان الضمير في لها راجعاً إلى المرأة فهو ظاهر إذ أسماء كانت زوجة للزبير وقت قدومها وإن كان راجعاً إلى الأم فذلك باعتبار أن يراد بلفظ أبيها زوج أم أسماء ومثل هذا المجاز سائغ وكونه كالأب لأسماء ظاهر.
          قوله: (عبد العزيز بن مسلم) بكسر اللام الخفيفة الخراساني و(عبد الله بن دينار) مولى ابن عمر ☺ و(سيراء) بكسر المهملة وفتح التحتانية وبالراء والمد برد فيه خطوط صفر وكان من الحرير و(الخلاق) النصيب أي: من الدين أو في الآخرة وهذا إذا كان مستحلًّا أو هو على سبيل التغليظ وذلك في حق الرجال و(أو تكسوها) أي تعطيها غيرك.
          فإن قلت: الكافر مكلف بالفروع فكيف أعطاه؟ قلت: أعطاه ليبيعه أو يعطي امرأته ونحوه.
          قوله: (صلة الرحم) فإن قلت: ما حدها؟ قلت: تشريك ذوي القرابات في الخيرات واختلفوا فقيل هو عام في المحرم وغيره وقيل: خاص بالمحرم وهو الذي / لا تحل مناكحته أبداً ثم إن لها مراتب في البر والإكرام وأقلها السلام.
          قوله: (أبو الوليد) بفتح الواو هشام الطيالسي و(عثمان) في بعضها ابن عثمان وكلاهما صحيح و(موسى) ابن طلحة بن عبيد الله التيمي و(أبو أيوب) اسمه خالد الأنصاري و(عبد الرحمن بن بشر) بالموحدة المكسورة وبإعجام الشين النيسابوري مر في الاعتكاف مفرداً وفي الصلاة مقروناً و(بهز) بفتح الموحدة وإسكان الهاء وبالزاي ابن أسد البصري و(محمد بن عثمان بن عبد الله بن موهب) بفتح الميم والهاء وسكون الواو.
          قال الكلاباذي: هو عمرو بن عثمان ووهم شعبة في اسمه فقال محمد وقال (خ) بعد رواية الحديث في أول الزكاة أخشى أن يكون محمد غير محفوظ إنما هو عمرو.
          قوله (ما له) استفهام وكرر للتأكيد و(الأرب) بفتحتين الحاجة وتقديره له أرب وروي بكسر الراء وفتح الموحدة من أرب في الشيء إذا صار ماهراً فيه فيكون معناه التعجب من حسن فطتنه والتهدي إلى موضع حاجته.
          قوله: (ذرها) أي: اترك الراحلة ودعها كأن الرجل كان على الراحلة حين سئل المسئلة وفهم رسول الله صلعم استعجاله فلما حصل مقصوده من الجواب قال له دع الراحلة تمشي إلى منزلك إذ لم يبق لك حاجة فيما قصدته، أو كان صلعم راكباً وهو كان آخذاً بزمام راحلته فقال بعد الجواب دع زمام الراحلة.
          قوله: (جبير) مصغر ضد الكسر ابن مطعم بفاعل الإطعام.
          فإن قلت: المؤمن بالمعصية لا يكفر فلا بد من أن يدخل الجنة؟ قلت: حذف مفعول قاطع يدل على عمومه ومن قطع جميع ما أمر الله به أن يوصل كان كافراً، أو المراد المستحل أو لا يدخلها مع السابقين.
          قوله: (محمد بن معن) بفتح الميم وإسكان المهملة وبالنون المدني الغفاري بكسر المعجمة وبالفاء والراء مات سنة ثمان وتسعين ومائة.
          قوله: (ينسأ) من النسأ وهو التأخير وأثر الشيء هو ما يدل على وجوده ويتبعه والمراد به هاهنا: الأجل وسمي به لأنه يتبع العمر.
          وفيه سؤال مشهور وهو أن الآجال مقدرة وكذا الأرزاق لا تزيد ولا تنقص، فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون فأجيب: بأن هذه الزيادة بالبركة في العمر بسبب التوفيق في الطاعات وصيانته عن الضياع وحاصله أنها بحسب الكيف لا الكم، أو بأنها بالنسبة إلى ما يظهر للملائكة في اللوح المحفوظ بالمحو والإثبات فيه يمحو الله ما يشاء ويثبت كما أن عمر فلان ستون سنة إلا أن يصل رحمه فإنه يزاد عليه عشرة فهو سبعون وقد علم الله بما سيقع له من ذلك فبالنسبة إلى الله تعالى لا زيادة ولا نقصان إنما تتصور الزيادة بالنسبة إليهم ويسمى مثله بالقضاء المعلق لا المبرم.
          أو المراد بقاء ذكره الجميل بعده فكأنه لم يمت وهذا أظهر فإن الأثر ما يتبع الشيء فمعنى يؤخر في أثره أن يؤخر ذكره الحسن بعد موته أو يجري له ثواب عمله بعده.
          قوله: (بشر) بإعجام الشين و(معاوية بن أبي مزرد) بضم الميم وفتح الزاي وكسر الراء المشددة وبالمهملة المدني و(سعيد بن يسار) ضد اليمين مر في الزكاة.
          قوله: (فرغ) أي قضاه وأتمه فإنه لا يشغله شأن عن شأن.
          النووي: الرحم التي توصل وتقطع إنما هي معنى من المعاني لا يتأتى منه الكلام، إذ هي قرابة يجمعها رحم والده ويتصل بعضه / ببعض، فالمراد: تعظيم شأنها وفضيلة واصلها وعظم إثم قاطعها على عادة العرب في استعمال الاستعارات.
          قوله: (العائذ) المعتصم بالشيء الملتجئ إليه المستجير به.
          قوله: (خالد بن مخلد) بفتح الميم واللام وسكون المعجمة بينهما و(سليمان) هو ابن بلال و(أبو صالح) ذكوان السمان و(الشجنة) بكسر المعجمة وبفتحها وضمها عروق الشجر المشتبكة و(من الرحمن) أي: مشتقة من هذا الاسم والمعنى الرحم أثر من آثار رحمته مشتبكة بها فالقاطع منها قاطع من رحمة الله تعالى.
          قوله: (يزيد) من الزيادة (ابن رومان) بضم الراء مولى آل الزبير بن العوام مر في الحج.
          قوله: (ببلالها) بكسر الباء كل ما يبل به الحلق من الماء واللبن فهو بلال وقد تجمع البلة بالكسر وهي النداوة على بلال وفي بعضها ببلالها بالفتح.
          الخطابي: البلال مصدر بللت الرحم أبله بلالاً وبَلالا إذا نديتها بالصلة(1).
          قوله: (عمرو بن عباس) بالمهملتين وشدة الموحدة و(إسماعيل بن أبي خالد البجلي) بالموحدة والجيم و(قيس بن أبي حازم) بالمهملة والزاي.
          قوله: (أن آل أبي ليسوا) قال عمرو شيخ (خ) كان في كتاب شيخه محمد بن جعفر بياض بين لفظ أبي ولفظ ليسوا والمنفي ولاية القرب والاختصاص لا ولاية الدين.
          قوله: (صالح المؤمنين) قال الزمخشري: فإن قلت: صالح المؤمنين وأحدهم جمع؟ قلت: هو واحد وأريد به الجمع لأنه جنس نحو كنت في السامر والحاضر ويجوز أن يكون أصله صالحوا المؤمنين بالواو فكتب بغير الواو على اللفظ.
          قوله: (عنبسة) بفتح المهملة وإسكان النون وفتح الموحدة وبالمهملة الأموي كان يعد من الأبدال و(بيان) بفتح الموحدة وخفة التحتانية وبالنون ابن بشر بإعجام الشين الأحمسي بالمهملتين.
          قوله: (لهم) أي لآل أبي (رحم) أي قرابة (أبلها ببلالها) أي: أنديها بما يجب أن تندى به ومنه بلوا أرحامكم أي: ندوها يعني صلوها يقال للوصل بلل لأنه يقتضي الاتصال والقطيعة يبس لأنه يقتضي الانفصال وحاصله أني لا أوالي أحداً بالقرابة وإنما أحب الله وصالحي المؤمنين بالإيمان والصلاح لكن أراعي لذوي الرحم حقهم بصلة الرحم.
          وفي اللفظ مبالغة كقوله تعالى: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} [الزلزلة:1] أي: زلزالها الذي تستوجبه في مشيئة الله تعالى وهو الزلزال الشديد الذي ليس بعده يعني: أبلها بما يليق بهم بحيث لا يزيد عليه، وهذا من باب تشبيه الرحم بأرض إذا بلت بالماء حق بلالها أثمرت، وفيها أثر النضارة وإذا تركت يبست وتبقى مهجورة لا منفعة فيها.
          الخطابي: قد تأول ذلك على الشفاعة من رسول الله صلعم في القيامة تم كلامه.
          قال (خ): وقع في كلام هؤلاء الرواة ببلائها بالهمز بعد الألف ولو كان ببلالها باللام لكان أجود معنى وأصح قال: ولا أعرف لبلائها وجهاً.
          أقول يحتمل أن يقال وجهه أن البلاء جاء بمعنى المعروف والنعمة وحيث كان الرحم مصرفها أضيف إليها بهذه الملابسة فكأنه قال أبلها بمعروفها اللائق بها.
          الزركشي:
          (فسأبلها ببلالها) أعطيها حقها، فإن المنع عند العرب يبس والصلة ((بل وبلالها)) بكسر الباء، وقال الخطابي: بفتحها من بله يبله بالماء، ومعناه / سأصلها بالصلة، شبهت القطيعة لها بالحرارة تطفأ بالبرد، وتبرد بالصلة، انتهى كلام الزركشي.
          أقول:
          قوله: (أرب ماله) قال عياض: أن أبا ذر رواه بفتح الجميع وهنا كما تراه، وفي هذه اللغة ثلاث روايات: أحدها: أرب بوزن: علم ومعناه الدعاء عليه؛ أي: أصيبت آرابه وسقطت وهي كلمة لا يراد بها وقوع الأمر كما يقال: تربت يداك وقاتلك الله وإنما يذكر في معرض التعجب، وفي هذا الدعاء من النبي صلعم قولان: أحدهما تعجبه من حرص السائل ومزاحمته، والثاني: أنه لما رآه بهذا الحال من الحرص الذي عليه طبع البشرية فدعا عليه وقال في غير هذا الحديث: ((اللهم إنما أنا بشر فمن دعوت عليه فاجعل دعائي له رحمة))، وقيل معناه: احتاج فسأل من أرب الرجل يأرب إذا احتاج ثم قال ما له أي أي شيء به، وما يريد.
          والرواية الثانية: أرب ماله بوزن حَمَل أي: حاجة، وما زائدة للتعليل أي له حاجة يسيرة وقيل: معناه حاجة جاءت به فحذف ثم سأل فقال ما له.
          والرواية الثالثة: أرب بوزن كنف، الأرب الحاذق الكامل أي: هو أرب فحذف المبتدأ ثم سأل فقال ما له؟ أي ما شأنه.
          قوله: (تصل الرحم) تكرر في الحديث صلة الرحم وهي كناية عن الإحسان إلى الأقربين من ذوي النسب والأصهار والتعطف عليهم والرفق بهم والرعاية لأحوالهم وإن تعدوا وأساؤا وقطع الرحم ضد ذلك كله يقال: وصل رحمه يصله وصلاً وصلة والهاء فيها عوض من الواو المحذوفة وكأنه بالإحسان إليهم قد وصل ما بينه وبينهم من علامة القرابة والصهر.
          قوله: (أتتني أمي راغبة) اسمها قيلة وقيل قتيلة بنت عبد العزيز واختلف في إسلامها، والصحيح أنها لم تسلم وراغبة أي طالبة مني شيئاً ويروى راغمة أي مشركة كارهة للإسلام.
          قوله: (مع أبيها) وفي رواية ابنها اسمه الحارث بن مدرك.


[1] في هامش المخطوط: في نسخة: ((باله)).