مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب من تجمل للوفود

          ░66▒ باب من تجمل للوفود
          فيه حديث عمر في الحلة، وسلف، وفيه: ما ترجم له، وهو تجمل الخليفة والإمام للقادمين عليه بحسن الزي وجميل الهيئة، ألا ترى قول عمر لرسول الله: اشتر هذه فالبسها لوفد الناس إذا قدموا عليك. وهذا يدل على أنه عادته ◙ كانت جارية بالتجمل لهم، فينبغي الاقتداء بهم في ذلك؛ ففيه تفخيم الإسلام ومباهاة للعدو وغيظه له.
          وسلف في اللباس خلاف العلماء في لبس الحرير.
          قوله: (فكان ابن عمر يكره العلم / في الثوب؛ لهذا الحديث) وهو كما قال الخطابي: مذهب ابن عمر في هذا الورع، وكذلك كان يتوخى في أكثر مذاهبه الاحتياط في أمر الدين. وكان ابن عباس يقول في روايته إلا علماً في ثوب، وكذلك هو؛ لأن العلم لا يقع عليه اسم اللبس. قال: ولو حلف لا يلبس غزل فلانة غزلها، وغيرها فإن كان غزلها لو انفرد كان يبلغ إذا نسج أدنى شيء مما يقع عليه اسم اللبس حنث، فإن لم يبلغ قدر ذلك لم يحنث. والعلم لا يبلغ هذا القدر، فكان قول ابن عباس أشبه.
          قوله في الحلة: (إنما بعثت إليك؛ لتصيب بها مالا) أي: لتتخذها مالاً وقيل: لتلبسها.
          قوله: (ما الإستبرق؟ قلت: ما غلظ من الديباج وخشن منه) هذا هو المشهور، وقيل: مخمله. وقال الداودي: هو رقيقه.
          قال القزاز: وقيل: فيه ذهب، وأصله فارسي: استبره، فرُدَّ: استبرق. وقال الزجاج: هو مأخوذ من البيرق: وهو الذي يجعل على الكعبة.