مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب ما يكره من النميمة

          ░50▒ باب ما يكره من النميمة
          فيه حديث منصور، عن إبراهيم، عن همام ابن الحارث النخعي الكوفي، مات في ولاية الحجاج قال: كنا مع حذيفة... إلى آخره.
          هذا الحديث أخرجه (م) أيضاً باللفظ المذكور، وفي آخره: ((نمام)) فتركه وهو هو كما يأتي.
          واللمزة: من يغتابك في وجهك. والهمزة: الذي يغتابك بالغيب، قاله الليث. وحكى النحاس عن مجاهد عكسه. وفي ((الكتاب)): أنهما شيء واحد، وقاله محمد بن كعب والجوهري والهروي.
          ويلمز مثلث الميم، والكسر لغة القرآن. وقال أهل التأويل: الهماز: الذي يأكل لحوم الناس. ويقال: هم المشاؤن بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، المناعون للبر والغيب.
          والقتات: النمام، عند أهل اللغة بفتح القاف وتشديد المثناة فوق. قال الجوهري وغيره: يقال: نم الحديث ينمه، ونمه بكسر النون وضمها نما، والرجل نمام ونم. وقته يقته بضم القاف قتًّا.
          ومعنى: (لا يدخل الجنة قتات) إن أنفذ الله عليه الوعيد؛ لأن أهل السنة مجمعون أن الله تعالى في وعيده بالخيار، إن شاء عذبهم بعدله، وإن شاء عفا عنهم بفضله. أو تؤول على أنه لا يدخلها دخول الفائزين / ، أو يحمل على المستحل بغير تأويل مع العلم بالتحريم.
          قال ابن بطال: وفرق أهل اللغة بين النمام والقتات، فذكر الخطابي أن الأول الذي يكون مع القوم يتحدثون فينم حديثهم، والثاني الذي يتسمع على القوم وهم لا يعلمون، ثم ينم حديثهم. والقساس: الذي يقس الأخبار؛ أي يسأل عنها، ثم ينشرها على أصحابه.
          قوله: (فقيل له: [إن رجلا]) هو إبراهيم بن يزيد بن الأسود النخعي الكوفي الفقيه.
          قوله: (يرفع الحديث إلى عثمان) لعله أراد تحذيره مما وقع فيه، قاله الداودي. ولا يوافق قول حذيفة؛ لأنه لا يقال فيه الحديث الذي ذكر حذيفة، إذا كان يرفعه على هذا الوجه، لكن يتأول في ذلك جوازه، وتأول عليه حذيفة أنه فعله غيبة.