مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت

          ░78▒ باب إذا لم تستحي فاصنع ما شئت
          فيه حديث منصور، عن ربعي بن حراش، إلى آخره.
          هذا الحديث انفرد به (خ)، وسلف قبيل المناقب. يريد أن الحياء ممدوح على ألسنة الأنبياء الأولين، ولم ينسخ في جملة ما نسخ من شرائعهم، قاله الخطابي.
          قوله: (اصنع) أمر، ومعناه: الخبر، أي: إذا لم يكن لك حياء يمنعك من القبيح صنعت ما شئت، يريد ما تأمرك به النفس من الهوى.
          وفيه وجه آخر: أي: افعل ما شئت، ما لا تستحي منه؛ أي: لا تفعل ما تستحي منه.
          وفيه وجه آخر: أن معناه الوعيد كـ: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} [فصلت:40] ولم يطلقهم تعالى على الكفر وفعل المعاصي، بل توعدهم بهذا اللفظ؛ لأنه تعالى قد بين لهم ما يأتون وما يذرون. كقوله ◙: ((من باع الخمر فليشقص الخنازير)).
          فلم يكن في هذا إباحة تشقيص الخنازير إذ الخمر يحرم شربها، محظوريتها.
          قال ابن بطال: وهذا التأويل أولى، وهو الشائع في لسان العرب، ولم يقل أحد في تأويل الآية المذكورة غيره.