مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب التكني بأبي تراب وإن كانت له كنية أخرى

          ░113▒ باب التكني بأبي تراب
          فيه حديث سهل قال: إن كانت أحب أسماء علي.. الحديث فذكر سببه.
          وقوله: (اجلس يا أبا تراب) ومباح للرجل أن يتكنى بكنيتين إن اختار ذلك، ولا سيما إن كناه بأحدهما رجل صالح أو عالم فله أن يتبرك بكنيته؛ لأن عليًّا كان أحب الكنى إليه أبو تراب.
          وفيه: أن أهل الفضل يقع بينهم وبين أزواجهم ما جبل الله عليه البشر من الغضب والحرج حتى يدعوهم ذلك إلى الخروج عن بيوتهم، وليس ذلك بعائب لهم.
          وفيه ما جبل الله عليه رسوله من كرم الأخلاق وحسن المعاشرة وشدة التواضع، وذلك أنه طلب عليًّا واتبعه حتى عرف مكانه ولقبه بالدعابة، وقال له: ((اجلس أبا تراب)) ومسح التراب عن ظهره؛ ليبسطه ويذهب غيظه، ولم يعاتبه على مغاضبته لابنته.
          وفيه الرفق بالأصهار وترك معاتبتهم، وسيأتي هذا المعنى في الاستئذان في باب: القائلة في المسجد، وسلف في الصلاة في باب: نوم الرجل في المسجد.
          وفيه: ما ترجم له وهو جواز كنيتين.
          قوله: (إن كانت أحب أسماء علي إليه) أنث كانت على تأنيث الأسماء مثل: {وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ} [ق:21] ومثل: كما شرقت صدر القناة من الدم.
          قوله: (وما سماه أبا تراب إلا النبي صلعم) كذا هو في الأصول، وأورده ابن التين بلفظ: (أبو). قال: وصوابه: أبا.
          فائدة: قوله: ((اجلس)) هو المستعمل. قال الخليل: يقال لمن كان قائماً: اقعد. ولمن كان نائماً أو ساجداً اجلس. ورد عليه ابن دحية بحديث ((الموطأ)) في الحلقة حيث قال للقائم: اجلس.