مجمع البحرين وجواهر الحبرين

[كتاب مناقب الأنصار]

          ░░63▒▒
          باب مناقب الأنصار
          فيه ثلاثة أحاديث:
          حديث غيلان بن جرير قال: قلت لأنس: أرأيت اسم الأنصار.
          وحديث عائشة: كان يوم بعاث يوماً.. الحديث.
          وحديث أنس قالت الأنصار يوم فتح مكة وأعطى قريشاً... الحديث.
          و(تبوءوا): أي: اتخذوا ولزموا، والدار: المدينة.
          والأنصار اسم إسلامي لنصرهم رسول الله صلعم، وإنما كانوا يعرفون بأولاد قيلة وبالأوس والخزرج.
          قولها: (كان يوم بعاث يوماً قدمه الله لرسوله) أي: قتل فيه رؤساء الأوس والخزرج؛ لأنهم لو بقوا أنفوا أن يقعوا تحت حكم رسول الله.
          ويوم بعاث سلف في العيدين، وهو بالعين المهملة وروي بالغين المعجمة وبضم الباء وفتحها حكاها في ((الجامع))، والأشهر ترك صرفه، ويجوز صرفه حكاه في ((المطالع))، وعند أبي ذر بالمعجمة بلا خلاف، وأنكره غيره.
          قال العسكري: لم يسمع من غير الخليل، وقال الأزهري: صحفه ابن المظفر، وما كان الخليل ليخفى عليه هذا اليوم؛ لأنه من مشاهير أيام العرب، وإنما صحفه الليث وعزاه إلى خليل نفسه وهو لسانه.
          وهو يوم من أيام الأوس والخزرج معروف، ذكره الواقدي وابن إسحاق، وكان الظهور فيه للأوس.
          وقال أبو موسى المديني: بعاث حصن للأوس، قال أبو عبيدة البكري: على ليلتين من المدينة، قال العسكري: وهو يوم مذكور كان في الجاهلية وأتى قبل الإسلام وكان الرئيس فيهم حضير الكتائب أبو أسيد، وكان فارسهم، ويقال: إنه ركز الرمح في قدمه يوم بعاث، وقال: أترون أني أفر فقتل يومئذ، وكان له حصن منيع يقال له: واقم.
          قال في ((الجامع)): سمي بعاث لنهوض القبائل فيها بعضها إلى بعض، قال في ((الواعي)) بقيت الحرب بينهم قائمة مائة وعشرين سنة حتى جاء الإسلام.
          وقال صاحب ((مأدبة الأدباء)): بقيت الحرب بينهم ببعاث أربعين سنة، قال ابن الأثير: وسببه قتل المجذر [بن] زياد سويد بن الصامت.
          وقول الأنصار يوم فتح مكة: (وأعطى قريشاً) أي: من غنائم حنين بعد فتح مكة؛ لأن أهل مكة لم تقسم أموالهم، ولا أخذت، ولم يقبل منهم إلا الإسلام أو السيف، وكان حكمهم وحكم أموالهم خلاف حكم عبيدهم لم يسترقوا، ولم يجر على من أسر منهم رق، / ولا عتق، ولا ولاء، ولم يقبل منهم جزية.