مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب المقة من الله

          ░41▒ باب المقة من الله
          فيه حديث موسى بن عقبة، عن نافع، عن أبي هريرة، أن النبي صلعم قال: ((إذا أحب الله عبداً)) الحديث.
          (المقة) بكسر الميم وكسر القاف: المحبة، والهاء عوض من الواو مثل سنة وسنة، يقال: ومق يمق بالكسر فيهما أي: أحب، والمراد: بوضع القبول المحبة في الناس، قيل: هو معنى قوله تعالى: {سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم:96]، قال ابن عباس: يحبهم ويحببهم إلى الناس، وقال بعض أهل التفسير في قوله تعالى: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي} [طه:39] أي: حببتك / إلى عبادي.
          وروى مالك حديث أبي هريرة، عن سهيل، عن أبيه، عنه، وقال فيه مالك: لا أحسبه إلا قال في البغض مثل ذلك. وهذا أخرجه (م) عن زهير بن حرب، عن جرير، عن سهيل به، وذكر المحبة، ثم قال: ((وإذا أبغض عبداً؛ دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلاناً، قال: فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه قال: فيبغضوه، ثم توضع له البغضاء في الأرض)).
          دلت هذه الزيادة على خلاف ما تقوله القدرية: إن الشر من فعل العبد وليس بخلق الله، وبأن كل شيء من خير وشر، ونفع وضر من خلق الله، لا خالق غيره تعالى عما يشركون.