مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب الزيارة ومن زار قومًا فطعم عندهم

          ░65▒ باب الزيارة ومن زار قوماً
          وزار سلمان أبا الدرداء وسلف مسنداً.
          ثم ساق حديث أنس: أن رسول الله زار أهل بيت من الأنصار.
          لا شك أن من تمام الزيارة إطعام الزائر ما حضر، وإتحافه بما تيسر، وذلك من كريم الأخلاق: وهو مما يثبت المودة ويؤكد المحبة.
          وفيه: أن الزائر إذا أكرمه المزور أنه ينبغي له أن يدعو له ولأهل بيته ويبارك في طعامهم. وهذا البيت هو بيت جدته مليكة.
          ومعنى (طعم): أكل، وهو بكسر العين؛ قال تعالى: {فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا} [الأحزاب:53] وقد يكون بمعنى: ذاق؛ قال تعالى: {وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي} [البقرة:249] والبساط: هنا هو الحصير كما جاء في حديث آخر، واختلف لم نضحه قيل لما يشك فيه وقيل صب الماء عليه صبًّا فيكون كالغسل مما قيل في نضح بول الصبي ويحتمل أن يريد الرش.
          وفيه جواز الصلاة على الحصر وإن حمل على ظاهره ففيه جواز الصلاة على ما لا تنبته الأرض.
          وفيه مكافأة من أطعم.