مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب رفع البصر إلى السماء

          ░118▒ باب رفع البصر إلى السماء
          وقال أيوب... إلى آخره.
          ثم ساق حديث جابر أنه سمع رسول الله يقول: الحديث، وسلف أول الكتاب.
          وحديث ابن عباس: بت في بيت ميمونة الحديث وسلف في الصلاة.
          الإبل: لا واحد لها من لفظها وتسكن الباء؛ تخفيفاً، قال ابن عباس وغيره: هي التي يحمل عليها، وليس شيء يحمل عليه وهو بارك إلا الإبل، وفي ذلك آية، وقيل: هي القطع العظيمة من السحاب.
          وأتى (خ) بما ذكر حجة على من قال: لا ينبغي النظر إلى السماء تخشعاً وتذللاً لله، وهو بعض الزهاد، روي عن عطاء السلمي: أنه مكث أربعين سنة لا ينظر إلى السماء، فحانت منه نظرة فخر مغشياً عليه، فأصابه فتق في بطنه.
          وذكر الطبري عن إبراهيم التيمي: أنه كره أن يرفع البصر إلى السماء في الدعاء، قال الطبري: ولا أؤثم فاعله إذا لم يأت فيه نهي، وإنما نهي عن ذلك المصلي في دعاء كان أو غيره. والحجة في الكتاب والسنة [الثابتة] بخلاف هذا فلا معنى له.
          وقد سلف حديث أنس في النهي عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة في باب رفع البصر إلى السماء في الصلاة. وفي (م) مثله.
          قال والدي ⌂:
          (باب المعاريض) الجوهري: التعريض خلاف التصريح ومنه المعاريض، وهي التورية بالشيء عن الشيء وفي المثل: إن في المعاريض لمندوحة؛ أي سعة.
          قوله: (مندوحة) بفتح الميم وسكون النون وضم المهملة الأولى، السعة والمتسع وقيل غنية وكفاية.
          قوله: (إسحاق) أي: ابن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري، واسم أبي طلحة: زيد وهو زوج أم أنس أم سليم مصغر السلام، وقال (كيف الغلام) حين كان جاهلاً بموته، وأما الجواب فكان بعد موته عالمة به و(هدأ) بالهمز من هدأ هدوءاً إذا سكن و(النفس) بفتح الفاء مفرد: الأنفاس وبسكونها مفرد النفوس، أرادت به سكون النفس بالموت والاستراحة من بلاء الدنيا، وظن أبو طلحة أنها تريد سكونه من المرض وزوال العلة، وهي صادقة فيما قصدته ولم تكن صادقة فيما ظنه أبو طلحة وفهمه من ظاهر كلامها، ومثله لا يسمى كذباً على الحقيقة، ومر الحديث في الجنائز.
          قوله: (ثابت) ضد: الزائل البناني بضم الموحدة وخفة النون الأولى و(الحدو) هو سوق الإبل والغناء لها واسم الحادي أنجشة / بفتح الهمزة والجيم وسكون النون وبالمعجمة، غلام أسود لرسول الله صلعم و(بالقوارير) متعلق بقوله ارفق وشبهت النساء بها؛ لأنهن عند حركة الإبل بالحداء وزيادة مشيها بها يخاف عليهن السقوط فيحذر لهن ما يحذر على القوارير من التكسر، ومر مباحثه قريباً في باب ما يجوز من الشعر.
          و(سليمان بن حرب) ضد: الصلح و(إسحاق) قال الغساني لعله ابن منصور و(حبان) بفتح المهملة وشدة الموحدة وبالنون ابن هلال الباهلي و(همام) هو: ابن يحيى بن دينار و(لا يكسر) بالجزم والرفع، وشبه ضعفة النساء بالقوارير لسرعة التأثر فيهن.
          قوله: (شعبة) بضم المعجمة وإسكان المهملة ابن الحجاج العتكي بالمهملة الفوقانية، واسم فرس أبي طلحة مندوب أخو المفروض و(بحرا) أي: واسع الجري، شبه جريه بالبحر لسعته وعدم انقطاعه مر في الجهاد.
          قال شارح التراجم: حيث القوارير والفرس ليسا من المعاريض بل من باب المجاز، ولعل (خ) لما رأى ذلك جائزاً قال: فالمعاريض التي هي حقيقة أولى بالجواز.
          قوله: (للقبرين) تقدم في كتاب الوضوء.
          قوله (مخلد) بفتح الميم واللام وإسكان المعجمة بينهما وبالمهملة، ابن يزيد من الزيادة و(يحيى بن عروة) ابن الزبير ابن العوام.
          قوله: (بشيء) أي حق ولا حقيقة له و(من الجن) بالجيم والنون أي: الكلمة المسموعة من الجن وبالمهملة والقاف و(الجني) مفرد الجن، خلاف الإنس و(يخطفها) بفتح الطاء على اللغة الفصيحة وبكسرها و(يقرها) بضم القاف وشدة الراء؛ أي: يصوت بها يقال قر قريراً إذا صوت أو يصبها فيها كما يصب في القارورة يقال قر الحديث في أذنه إذا صبه فيها وقيل القر ترديدك الكلام في أذن المخاطب حتى يفهمه، وفي بعضها الدجاجة بفتح الدال وكسرها مر الحديث في باب صفة إبليس.
          الخطابي: (ليسوا بشيء) معناه: نفي ما يتعاطونه من علم الغيب أي: ليس قولهم بشيء صحيح يعتمد عليه كما يعتمد على أخبار الأنبياء الذين يوحى إليهم من الغيب، وهذا كما تقول لمن عمل عملاً من غير إتقان ما عملت شيئاً ولمن قال قولاً غير سديد ما قلت شيئاً، قال: و(الدجاجة) بالدال ولعل الصواب والزجاجة بالزاي ليلائم معنى القارورة الذي في الحديث الآخر، وإن صحت الرواية بالدال فهو من قولهم: قرت الدجاجة وقرقرت إذا قطعت صوتها، وروي قر بكسر القاف وهو حكاية صوتها.
          قال: وقد بين صلعم أن إصابة الكهان أحياناً إنما هو لأن الجني يلقي إليه الكلمة التي يسمعها استراقاً من الوحي فيزيد إليها أكاذيب يقيسها على ما كان يسمع، فربما أصاب وربما أخطأ وهو الغالب وهؤلاء الكهان فيما علم بشهادات الامتحان قوم لهم أذهان حادة ونفوس شريرة وطبائع نارية، فتألفهم الشياطين لما بينهم من المناسبة وتساعفهم بما في وسعهم من القدرة فهم يفزعون إليهم في هذه الأمور، ويستفتونهم في الحوادث فيلقون إليهم الكلمات المرجومة قال تعالى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ} [الشعراء:221] وقال: {وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} [الشعراء:224] فوصلهم بهم في الذكر، ولذلك تجد الكهان يقطعون سجعهم تقطيع قوافي الشعر، وتجد بعضهم يدعي أن له خليلاً من الجن يملي عليه الشعر ويقوله على لسانه.
          قال: ويحكى عن جرير بن عبد الله قال: كنت في سفر في الجاهلية فأضللنا الطريق فصرت إلى خيام فنزلت فقدموا لنا ألبان الوحش، وإذا هم جن من الجن، ثم دعوا شيخاً منهم فقالوا غن لنا فغنى ببيت ثم ثنى بآخر / فقلت أحدهما لطرفة والآخر للأعشى فقال كذباً ما قالا أنا الذي كنت ألقي الشعر على لسانهما، هذا شأن حزب الضلالة المتكلفين لما ليس لهم والأنبياء لا يتكلفون القول ولا يطلبون الأجر، قال تعالى: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [ص:86] والكاهن يتكلف الكذب ويطلب الأجر فيأخذ الرشوة فحزب الهدى أولياؤهم الملائكة والصالحون وحزب الضلالة أولياؤهم الشياطين وشرار الخلق قال تعالى: {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ} الآية [البقرة:257].
          قوله: (ابن أبي مليكة) مصغر الملكة عبد الله و(يحيى بن بكير) مصغر البكر بالموحدة و(عقيل) بضم المهملة و(فتر) أي: قل مجيء جبريل ◙ بالوحي و(حراء) بكسر المهملة وخفة الراء وبالمد منصرفاً على الأصح جبل بمكة و(الكرسي) بضم الكاف وكسرها مر في أول الجامع.
          قوله: (ابن أبي مريم) سعيد و(شريك) بفتح المعجمة وكسر الراء ضد الوحيد ابن عبد الله و(كريب) مصغر الكرب بالراء والموحدة ابن أبي مسلم مولى ابن عياش مات بالمدينة و(ميمونة) زوجة النبي صلعم خالة ابن عباس و(أو بعضه) شك من الراوي مر مراراً.
          قال ابن بطال: فيه رد على أهل الزهد في قولهم أنه لا ينبغي النظر إلى السماء تخشعاً وتذللاً لله تعالى.
          الزركشي:
          (هدأ) بالهمز؛ أي: سكن، عنت الموت فظن أبو طلحة أنه البرء من المرض.
          (يخطفها) بفتح الطاء على المشهور.
          (فيقرها) بضم القاف؛ أي: يرددها.
          (قر الدجاجة) بفتح القاف وتثليث الدال، ويروى: ((الزجاجة)) بالزاي، وذكر الدارقطني أنه تصحيف، وصوبها غيره بدليل رواية: ((قر القارورة))، ذكرها (خ) في بدء الخلق؛ أي: كما يقر الشيء في القارورة، أي: يقرها بصوت وحس كحس الزجاجة إذا حركتها على الحجر، وروي: ((قر الزجاجة)) بكسر القاف، وكأنه حكاية صوتها.