مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب وضع الصبي في الحجر

          ░21▒ باب وضع الصبي في الحجر
          فيه حديث عائشة أنه ◙ وضع صبيًّا في حجره الحديث وسلف.
          والحجر بفتح الحاء وكسرها لغتان.
          قوله: (يحنكه) يقال: حنكت وحنكته إذا / مضغت تمراً أو غيره ثم دلكته بحنكه، والصبي محنوك ومحنك، وكان المسلمون إذا ولد لهم ولد يأتون به رسول الله صلعم فيحنكه بريقه ويدعو له فيتبرك بريقه وبدعائه، وكان يأخذ الصبي ويضعه في حجره ولا يتقزز منه خشية ما يكون منه من الحدث، ألا ترى أنه بال في ثوبه فأتبعه بالماء ولم يضجر من ذلك، فينبغي الاقتداء به في ذلك.
          وحكى ابن التين في بول الصغير ثلاثة أقوال، قال: ومشهور مذهب مالك أنه نجس. وقيل: طاهر. وقيل: بول الصبي طاهر وبول الصبية نجس، وهذا إذا لم يأكلا، قال: ولم يختلف في أرواثهما أنها نجسة.
          قال والدي ⌂:
          (باب ليس الواصل).
          قوله: (محمد بن كثير) ضد القليل و(الأعمش) هو سليمان و(الحسن بن عمرو) الفقيمي مصغر الفقم بالفاء والقاف و(فطر) بكسر الفاء وإسكان المهملة وبالراء ابن خليفة بفتح المعجمة وبالفاء الحناط بالمهملتين والنون وثلاثتهم يروونه عن مجاهد وعبد الله بن عمرو بن العاص.
          قوله: (الواصل) التعريف فيه للجنس أي ليس حقيقة الواصل من يكافئ صاحبه بمثل فعله إذ ذاك نوع معاوضة.
          قوله: (أبو اليمان) بفتح التحتانية وخفة الميم واسمه الحكم بفتحتين و(حكيم) بفتح المهملة وكسر الكاف ابن حزام بكسر المهملة وتخفيف الزاي ولفظ (أريت) مجاز عن أخبرني ومر توجيهه.
          و(أتحنث) أي: أتعبد، وحقيقته التحرز عن الحنث وهو الإثم فكان المتعبد يلقي الإثم عن نفسه بالعبادة.
          وفيه أن المؤمن يثاب على أعمال الخير الصادرة عنه حالة الكفر.
          قوله: (معمر) بفتح الميمين و(ابن المسافر) ضد الحاضر عبد الرحمن بن خالد الفهمي بالفاء.
          فإن قلت: ما الفرق بين هذا الطريق وطريق شعيب؟ قلت: في بعض النسخ أتحنث بالفوقانية بدل المثلثة في طريق شعيب فهو ظاهر إن صح أنه بمعناه وأما في غيره فلعل الفرق بزيادة لفظ كنت والله أعلم.
          قوله: (ابن إسحاق) هو محمد و(التبرر) من البر بالموحدة والراء المشددة.
          قوله (حبان) بكسر المهملة وشدة الموحدة وبالنون و(خالد بن سعيد) الأموي و(أم خالد) ابن الزبير بن العوام و(سنه) بفتح المهملة وتخفيف النون وقيل: بتشديدها وهو باللغة الحبشية حسنة و(خاتم النبوة) هو ما كان مثل زر الحجلة بين كتفي رسول الله صلعم و(زبرني) أي: انتهرني و(الزبر) الزجر والمنع و(أبلي) من أبليت الثوب إذا جعلته عتيقاً و(أخلقي) من الأفعال ومن الثلاثي أيضاً بمعناه و(بقيت) أي: أم خالد (حتى دكن القميص) أي عاشت عيشاً طويلاً حتى تغير لون قميصها إلى الاسوداد و(الدكن) بالمهملة والكاف والنون لون يضرب إلى السواد وفي بعضها ذكر أي حتى صار القميص مذكوراً عند الناس لخروجه نقائه عن العادة وله وجوه أخر تقدمت في الجهاد في باب من تكلم بالفارسية.
          قوله: (ثابت) ضد الزائل البناني بضم الموحدة وخفة النون الأولى و(مهدي) هو ابن ميمون الأزدي و(محمد بن عبد الله) ابن أبي يعقوب الضبي و(عبد الرحمن / ابن أبي نعم) بضم النون وإسكان المهملة البجلي الكوفي.
          قوله: (البعوض) فإن قلت: تقدم في مناقب الحسن والحسين أنه سأل عن الذباب قلت: يحتمل أن السؤال كان منهما جميعاً.
          قوله: (ريحانتاي) في بعضها: ريحاني وتقديره كانا ريحاني.
          قوله: (عبد الله) ابن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم بالمهملة والزاي و(يلي) من الولاية وفي بعضها ابتلي من الابتلاء وفي بعضها بلي من البلاء مجهولاً.
          فإن قلت: فما وجه نصب شيئاً؟ قلت: بنزع الخافض أي بشيء.
          فإن قلت: فما حكم بنت واحدة وبنتين؟ قلت: كذلك تكون ستراً لأن المراد كل واحدة منهن، وإنما سماهن ابتلاء لأن الناس يكرهونه في العادة.
          قوله: (عمرو بن سليم) مصغر السلم الأنصاري و(أبو قتادة) هو الحارث الأنصاري و(أمامة) بضم الهمزة وخفة الميم بنت أبي العاص الأموي من بنت رسول الله صلعم.
          فإن قلت: سبق في كتاب الصلاة في باب إذا حمل جارية أنه إذا سجد وضعها؟ قلت: لا منافاة لاحتمال أن الوضع كان عند الركوع والسجود جميعاً.
          قوله: (الأقرع) بفتح الهمزة والراء وإسكان القاف وبالمهملة، ابن حابس من الحبس ضد الإطلاق التميمي بالميمين و(لا يرحم) بالرفع والجزم في اللفظين.
          قوله: (أو أملك) الهمزة للاستفهام والواو للعطف على مقدر بعدها نحو يقول (وأن نزع) بفتح الهمزة مفعول أملك أي: لا أملك النزع وإلا ما كنت أنزعه أو حرف الجر مقدر؛ أي: لا أملك شيئاً؛ لأن نزع الله الرحمة من قلبك وحاصله أني لا أقدر أن أضع الرحمة في قلبك وفي بعضها بكسرها.
          قوله: (ابن أبي مريم) هو سعيد و(أبو غسان) بفتح المعجمة وشدة المهملة محمد بن مطرف بفتح المهملة وكسر الراء المشددة الليثي.
          قوله: (سبى) أي: أسر من الغلمان والجواري وسبيت سبياً إذا حملته من بلد إلى بلد و(تحلب) بلفظ الماضي أي: سال لبنها و(تسعى) أي تعدو.
          وفي الحديث استظهار عظيم برحمة أرحم الراحمين.
          قوله: (الحكم) بفتحتين ابن نافع ضد الضار البهراني بفتح الموحدة وإسكان الهاء وبالراء وبالنون.
          قوله: (في مائة جزء) فإن قلت: ما معنى الكلمة الظرفية والمعنى صحيح بدونها؟ قلت: إما أن يقال إنها زائدة كما في قوله:
          وفي الرحمن للضعفاء كاف
          أي: الرحمن لهم كاف أو هي متعلقة بمحذوف وفيه نوع مبالغة حيث جعلها مظروفاً لها يعني: هو بحيث لا يفوت شيء منها.
          فإن قلت: رحمة الله غير متناهية لا مائة ولا مائتان؟ قلت: الرحمة عبارة عن القدرة المتعلقة بإيصال الخير والقدرة صفة واحدة والتعلق غير متناه فحصره على مائة على سبيل التمثيل تسهيلاً للفهم وتعليلاً لما عندنا وتكثيراً لما عنده.
          فإن قلت: فما قولك فيما قال أنزل في الأرض فإن القياس أن يقال إلى الأرض قلت: حروف الجر يقوم بعضها مقام بعض أو فيه تضمين فعل / والغرض منه المبالغة يعني: أنزلها منتشرة في جميع الأرض.
          و(يتراحم) بالراء و(الحافر) للفرس كالظلف للشاة.
          قوله: (محمد بن كثير) ضد القليل و(أبو وائل) بالهمز بعد الألف شقيق بفتح المعجمة وكسر القاف و(عمرو بن شرحبيل) بضم المعجمة وفتح الراء وسكون المهملة وكسر الموحدة وبالتحتانية الهمذاني.
          فإن قلت: مفهومه أنه إذا لم يكن للخشية لم يكن كذلك؟ قلت: هذا المفهوم لا اعتبار له وهو خارج مخرج الأغلب وكان عادتهم ذلك وأيضاً لا شك أن القليل لهذه العلة أعظم من الكثير لغيرها.
          قوله: (حليلة) بفتح المهملة الزوجة.
          فإن قلت: إن لم تكن حليلة الجار فحكمه أيضاً كذلك؟ قلت: لا شك أن الزنا بحليلة الجار أقبح لأن فيه إساءة إلى من يستحق الإحسان.
          فإن قلت: تقدم أن أكبر الكبائر قول الزور؟ قلت: لا خلاف في أن أكبر الكل الإشراك ثم اعتبر في كل مقام ما يقتضي حال السامعين زجراً لما كانوا يسهلون الأمر فيه أو قول الزور أكبر المعاصي القولية، والقتل للخشية أكبر أو أكبر المعاصي الفعلية التي تتعلق بحق الناس.
          و(الزنا بالحليلة) التي للجار أكبر أنواع الزنا أو أكبر الفعليات المتعلقة بحق الله.
          فإن قلت: ما وجه تصديق الآية لذلك؟ قلت: حيث أدخل القتل والزنا في سلك الإشراك علم أنها أكبر الذنوب.
          الزركشي:
          (ليس الواصل بالمكافئ) أي: إذا أنعم عليه كافأه بمثلها.
          (أتحنث) أي: ألقي بها الحنث وهو الإثم، وهو معنى تفسيره بالتبرر.
          (أبلي وأخلفي) بالفاء لأبي ذر والمروزي؛ أي: تكتسب خلفه بعد بلاه، يقال: خلف الله لك وأخلف، ولغيرهما بالقاف من إخلاق الثوب.
          (فبقيت حتى ذكر) بالكاف والراء لأكثرهم؛ أي: عمرت حتى ذكرت طول عمرها لدعاء النبي صلعم لها، زاد في رواية ابن السكن: ((وذكر دهرا)).
          ولأبي الهيثم بكسر الكاف والنون ورجحه أبو ذر، أي: اسود لونه، والدكنة: غبرة كدرة، والأشبه بالصحة رواية ابن السكن، قصد ذكر طول المدة ونسي تحريرها فعبر أنه ذكر دهراً.
          (من بلي) قال القاضي: كذا وقع هنا بفتح الياء المثناة، وصوابه بضم الموحدة، وقد رواه (م): ((من ابتلي))، وهذا يرفع الخلاف.
          (من لا يرحم لا يرحم) أكثر ضبطهم فيه بالضم على الخبر، قاله القاضي.
          وقال أبو البقاء: الجيد أن يكون ((من)) بمعنى الذي فرفع الفعلان، وإن جعلت شرطاً فجزمهما جائز جاز.
          وقال السهيلي: فحمله على الخبر أشبه لسياقه الكلام؛ لأنه مردود إلى قول الرجل: ((إن لي عشرة من الولد)) أي: الذي يفعل هذا الفعل لا يرحم ولو جعلها شرطاً لانقطع الكلام مما قبله بعض الانقطاع لأن الشرط وجوابه كلام مستأنف، ولأن الشرط إذا كان بعده فعل منفي فأكثر ما ورد منفيًّا بلم لا بلا كقوله تعالى: {وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللهِ} [الفتح:13]، {وَمَن لَّمْ يَتُبْ} [الحجرات:11] وإن كان الآخر جائزاً كقول زهير:
          ومن لا يظلم الناس يظلم
          (أوَ أملك أن نزع الله) بفتح الواو على أن الهمزة للاستفهام التوبيخي، ومعناه النفي، أي: لا أملك لك، أي: لا أقدر أن أضع الرحمة في قلبك ولم يضعها الله فيه، ورواه (م): / ((وأملك)) بغير ألف الاستفهام.
          (تحلب ثديها) أي: سال من اللبن، ومنه سمي الحليب لتحلبه.