مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب التكبير والتسبيح عند التعجب

          ░121▒ باب التكبير والتسبيح عند التعجب
          فيه حديث أم سلمة قالت استيقظ رسول الله صلعم فقال: ((سبحان الله!)) الحديث.
          وحديث صفية أنها جاءت تزوره.. الحديث.
          والمراد بالخزائن / : الغنائم والمال؛ وذلك منه تعالى اختبار أو ابتلاء، والمراد بإنزال الفتن: ما قدر أن يكون منها.
          قوله: (من يوقظ صواحب الحجر؟) يريد: حتى يصلين كما سلف. وقيل: ليسمعن الموعظة. وسلف الكلام في: ((رب كاسية في الدنيا)) وقال الداودي: أي: يعجل لها طيباتها وحسناتها.
          وهذا الحديث مطابق لما بوب له؛ فإن فيه: فقال: ((سبحان الله)). وأما [ابن] التين فلم يبوب له وأدخله فيما مضى قبله، وقال: سئل بعض العلماء يعني المهلب فإن ابن بطال قال سألته عنه عن مناسبته فأجاب بأنه مقر كمعنى الحديث الذي قبله الموافق للترجمة بالقدر السابق على كل نفس، وكان مقعدها من الجنة والنار في أم الكتاب بقوله: ((ماذا أنزل الليلة من الفتن؟)) يحذر أسباب القدر بالتعرض للفتن الذي بالغ في التحذير منها بقوله: ((القاتل والمقتول في النار))، فلما ذكر أن لكل نفس مقعدها من ذلك أكد التحذير منها؛ فإن ذكر النار بأقوى أسبابها وهي الفتن والتعصب فيها والمقاتلة على الولاية وما يفتح على أمته من الخزائن التي تطغى وتبطر. وليس عليه تقصير في أن أدخل ما يوافق الترجمة ثم أتبعه بما قوى معناه ولا حاجة إلى ذلك كما أسلفناه.
          والتكبير والتسبيح معناهما: تعظيم الله وتنزيهه من السوء، واستعمال ذلك عند التعجب واستعظام الأمور حسن.
          وفيه: إراضة اللسان على الذكر، وذلك من أفضل الأعمال. والمراد بالغوابر: البواقي.
          (فقام معها يقلبها) أي: يصرفها، وهو ثلاثي.
          و(رسلكما) بكسر الراء وفتحها؛ أي: على هينتكما؛ أي: اتئدا.
          قوله: (ثم نفذا) أي: مضيا مسرعين من قولهم: نفذ السهم من الرمية.
          (وكبر عليهما) أي: عظم، مثل قوله: {كَبُرَتْ كَلِمَةً} [الكهف:5].