-
مقدمة
-
فصل أقدمه قبل الشروع في المقدمات
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
كتاب التيمم
-
كتاب الصلاة
-
باب مواقيت الصلاة وفضلها
-
باب بدء الأذان
-
باب فرض الجمعة
-
باب صلاة الخوف
-
كتاب العيدين
-
كتاب الوتر
-
كتاب الاستسقاء
-
كتاب الكسوف
-
أبواب سجود القرآن
-
أبواب تقصير الصلاة
-
أبواب التهجد
-
باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة
-
أبواب العمل في الصلاة
-
أبواب السهو
-
كتاب الجنائز
-
كتاب الزكاة
-
باب فرض صدقة الفطر
-
كتاب الحج
-
أبواب العمرة
-
أبواب المحصر
-
كتاب جزاء الصيد
-
أبواب فضائل المدينة
-
كتاب الصوم
-
كتاب صلاة التراويح
-
أبواب الاعتكاف
-
كتاب البيوع
-
كتاب السلم
-
كتاب الشفعة
-
كتاب الإجارة
-
كتاب الحوالة
-
كتاب الكفالة
-
كتاب الوكالة
-
كتاب المزارعة
-
كتاب المساقاة
-
[كتاب الاستقراض]
-
باب ما يذكر من الإشخاص والملازمة
-
باب في اللقطة إذا أخبره رب اللقطة بالعلامة دفع إليه
-
[كتاب المظالم]
-
كتاب الشركة
-
كتاب الرهن
-
كتاب العتق
-
كتاب المكاتب
-
كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها
-
كتاب الشهادات
-
كتاب الصلح
-
كتاب الشروط
-
كتاب الوصايا
-
كتاب الجهاد
-
كتاب فرض الخمس
-
كتاب الجزية والموادعة
-
كتاب بدء الخلق
-
[كتاب أحاديث الأنبياء]
-
[كتاب المناقب]
-
[كتاب فضائل الصحابة]
-
[كتاب مناقب الأنصار]
-
كتاب المغازي
-
كتاب التفسير
-
[كتاب] فضائل القرآن
-
كتاب النكاح
-
كتاب الطلاق
-
كتاب النفقات
-
كتاب الأطعمة
-
كتاب العقيقة
-
كتاب الذبائح والصيد
-
كتاب الأضاحي
-
كتاب الأشربة
-
[كتاب المرضى]
-
كتاب الطب
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
باب قول الله تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه}
-
باب: من أحق الناس بحسن الصحبة
-
باب: لا يجاهد إلا بإذن الأبوين
-
باب: لا يسب الرجل والديه
-
باب إجابة دعاء من بر والديه
-
باب: عقوق الوالدين من الكبائر
-
باب صلة الوالد المشرك
-
باب صلة المرأة أمها ولها زوج
-
باب صلة الأخ المشرك
-
باب فضل صلة الرحم
-
باب إثم القاطع
-
باب من بسط له في الرزق بصلة الرحم
-
باب: من وصل وصله الله
-
باب: يبل الرحم ببلالها
-
باب: ليس الواصل بالمكافى
-
باب من وصل رحمه في الشرك ثم أسلم
-
باب من ترك صبية غيره حتى تلعب به أو قبلها أو مازحها
-
باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته
-
باب: جعل الله الرحمة مئة جزء
-
باب قتل الولد خشية أن يأكل معه
-
باب وضع الصبي في الحجر
-
باب وضع الصبي على الفخذ
-
باب: حسن العهد من الإيمان
-
باب فضل من يعول يتيمًا
-
باب الساعي على الأرملة
-
باب الساعي على المسكين
-
باب رحمة الناس والبهائم
-
باب الوصاة بالجار
-
باب إثم من لا يأمن جاره بوائقه
-
باب: لا تحقرن جارة لجارتها
-
باب: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره
-
باب حق الجوار في قرب الأبواب
-
باب: كل معروف صدقة
-
باب طيب الكلام
-
باب الرفق في الأمر كله
-
باب تعاون المؤمنين بعضهم بعضًا
-
باب قول الله تعالى: {من يشفع شفاعةً حسنةً يكن له نصيب منها}
-
باب: لم يكن النبي فاحشًا ولا متفحشًا
-
باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل
-
باب: كيف يكون الرجل في أهله؟
-
باب المقة من الله
-
باب الحب في الله
-
باب قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم}
-
باب ما ينهى من السباب واللعن
-
باب ما يجوز من ذكر الناس نحو قولهم الطويل والقصير
-
باب الغيبة
-
باب قول النبي: «خير دور الأنصار»
-
باب ما يجوز من اغتياب أهل الفساد والريب
-
باب: النميمة من الكبائر
-
باب ما يكره من النميمة
-
باب قول الله تعالى: {واجتنبوا قول الزور}
-
باب ما قيل في ذي الوجهين
-
باب من أخبر صاحبه بما يقال فيه
-
باب ما يكره من التمادح
-
باب مَن أثنى على أخيه بما يعلم
-
باب قول الله تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان}
-
باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر
-
باب: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن}
-
باب ما يكون من الظن
-
باب ستر المؤمن على نفسه
-
باب الكبر
-
باب الهجرة
-
باب ما يجوز من الهجران لمن عصى
-
باب: هل يزور صاحبه كل يوم أو بكرةً وعشيًا؟
-
باب الزيارة ومن زار قومًا فطعم عندهم
-
باب من تجمل للوفود
-
باب الإخاء والحلف
-
باب التبسم والضحك
-
باب قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا}
-
باب: في الهدي الصالح
-
باب الصبر على الأذى
-
باب من لم يواجه الناس بالعتاب
-
باب: من كفر أخاه بغير تأويل فهو كما قال
-
باب من لم ير إكفار من قال ذلك متأولًا أو جاهلًا
-
باب ما يجوز من الغضب والشدة لأمر الله
-
باب الحذر من الغضب
-
باب الحياء
-
باب: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت
-
باب ما لا يستحيا من الحق للتفقه في الدين
-
باب قول النبي: «يسروا ولا تعسروا»
-
باب الانبساط إلى الناس
-
باب المداراة مع الناس
-
باب: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين
-
باب حق الضيف
-
باب إكرام الضيف وخدمته إياه بنفسه
-
باب صنع الطعام والتكلف للضيف
-
باب ما يكره من الغضب والجزع عند الضيف
-
باب قول الضيف لصاحبه: لا آكل حتى تأكل
-
باب إكرام الكبير ويبدأ الأكبر بالكلام والسؤال
-
باب ما يجوز من الشعر والرجز والحداء وما يكره منه
-
باب هجاء المشركين
-
باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر
-
باب قول النبي: «تربت يمينك»، و«عقرى حلقى»
-
باب ما جاء في زعموا
-
باب ما جاء في قول الرجل: ويلك
-
باب علامة حب الله عز وجل
-
باب قول الرجل للرجل: اخسأ
-
باب قول الرجل: مرحبًا
-
باب: ما يدعى الناس بآبائهم
-
باب: لا يقل خبثتْ نفسي
-
باب: لا تسبوا الدهر
-
باب قول النبي: إنما الكرم قلب المؤمن
-
باب قول الرجل: فداك أبي وأمي
-
باب قول الرجل: جعلني الله فداك
-
باب: أحب الأسماء إلى الله عز وجل
-
باب قول النبي: «سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي»
-
باب اسم الحزن
-
باب تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه
-
باب من سمى بأسماء الأنبياء
-
باب تسمية الوليد
-
باب من دعا صاحبه فنقص من اسمه حرفًا
-
باب الكنية للصبي وقبل أن يولد للرجل
-
باب التكني بأبي تراب وإن كانت له كنية أخرى
-
باب أبغض الأسماء إلى الله
-
باب كنية المشرك
-
باب: المعاريض مندوحة عن الكذب
-
باب قول الرجل للشيء: ليس بشيء وهو ينوي أنه ليس بحق
-
باب رفع البصر إلى السماء
-
باب نكت العود في الماء والطين
-
باب الرجل ينكت الشيء بيده في الأرض
-
باب التكبير والتسبيح عند التعجب
-
باب النهي عن الخذف
-
باب الحمد للعاطس
-
باب تشميت العاطس إذا حمد الله
-
باب ما يستحب من العطاس وما يكره من التثاؤب
-
باب: إذا عطس كيف يشمت؟
-
باب إذا تثاوب فليضع يده على فيه
-
باب قول الله تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه}
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب الدعوات
-
[كتاب الرقاق]
-
[كتاب القدر]
-
كتاب الأيمان والنذور
-
باب كفارات الأيمان
-
كتاب الفرائض
-
كتاب الحدود
-
كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة
-
كتاب الديات
-
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
-
كتاب الإكراه
-
[كتاب الحيل]
-
[كتاب التعبير]
-
كتاب الفتن
-
كتاب الأحكام
-
[كتاب التمني]
-
كتاب أخبار الآحاد
-
كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة
-
كتاب التوحيد
░82▒ باب المداراة مع الناس
ويذكر عن أبي الزناد... إلى آخره.
ثم ساق حديث عائشة: استأذن على رسول الله رجل، فقال: ((بئس ابن العشيرة)) الحديث وسلف، والرجل هو مخرمة بن نوفل والد المسور وقد سلف.
وحديث ابن علية، ثنا أيوب، عن عبد الله بن أبي مليكة أن النبي صلعم أهديت له أقبية الحديث.
الكشر: ظهور الأسنان للضحك، وكاشره: إذا ضحك في وجهه وانبسط إليه. وعبارة ابن السكيت: الكشر: التبسم، يقال: كشر الرجل وانكل وافتر وابتسم، كل ذلك تبدو منه الأسنان.
قوله: (لتلعنهم). كذا بخط الدمياطي مجوداً من اللعن، وذكره ابن التين بلفظ: تلقنهم(1). ثم قال: أي: نبغضهم. يقال: قلاه يقليه قلاً وقلاء. قال ابن فارس: وقد قالوا: قليته أقلاه.
وفي ((الصحاح)): يقلاه لغة طيء وهي من النوادر، فعل يفعل بغير حرف حلق، ومثله: ركن يركن، وأبى يأبى، وحيى يحيى(2).
ولا شك أن المدارة من أخلاق المؤمنين، وهي: خفض الجناح للناس ولين الكلمة وترك الإغلاظ لهم في القول، وذلك من أقوى أسباب الألفة وسل السخيمة.
وقد روي عن رسول الله أنه قال: ((مداراة الناس صدقة)).
قال بعض العلماء: وقد ظن من لم ينعم النظر أن المداراة هي المداهنة، وذلك غلط؛ لأنها مندوب إليه، والمداهنة محرمة. والفرق بينهما لائح؛ لأن المداهنة اشتق اسمها من الدهان الذي يظهر على ظواهر الأشياء ويستر بواطنها، قال العلماء: وهو أن يلقى الفاسق المظهر لفسقه فيؤالفه ويؤاكله ويشاربه، ويرى أفعاله المنكرة ويريه الرضا بها ولا ينكرها عليه ولو بقلبه. فهذه المداهنة التي برأ الله منها نبيه بقوله: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} [القلم:9].
والمداراة: هي الرفق بالجاهل الذي يستتر بالمعاصي ولا يجاهر بالكبائر، والمعاجلة في رد أهل الباطل إلى مراد الله بلين ولطف، حتى يرجعوا عما هم عليه.
فإن قلت: فما الجواب عن حديث: ((بئس أخو العشيرة)) ثم حدثه وأثنى عليه شرًّا عند خروجه؟ قلت: كان ◙ مأموراً بأن لا يحكم على أحد إلا ما ظهر منه للناس، لا ما يعلمه هو منهم دون غيره. وكان المنافقون لا يظهرون له إلا التصديق والطاعة، فكان الواجب عليه أن [لا] يعاملهم إلا بمثل ما أظهروا له؛ إذ لو حكم في علمه بشيء من الأشياء لكانت سنة أن يحكم كل حاكم بما قد اطلع / عليه، فيكون شاهدا وحاكما(3). والأمة مجمعة أنه لا يجوز ذلك.
وقد قال ◙ في المنافقين: ((أولئك الذين نهاني الله عن قتلهم)). والداخل عليه إنما كان يظهر في ظاهر لفظة الإيمان، فقال فيه ◙ قبل وصوله إليه وبعد خروجه ما علمه منه دون أن يظهره له في وجهه، بما لو أظهره صار حكماً.
وأفاد بكلامه بما علمه منه إعلام عائشة بحاله، ولو أنه كان من أهل الشرك ورجا رسول الله إيمانه واستئلافه وقومه وإنابتهم إلى الإسلام، لم يكن هذا مداهنة؛ لأنه ليس عليه حكم إلا من جهة الدعاء إلى الإسلام لا من جهة الإنكار والمقاطعة، كما فعل ◙ مع المشرك الذي دخل عليه، وابن أم مكتوم ليلة يسأله أن يدنيه ويعلمه، فأقبل على المشرك، رجاء منه أن يدخل في الإسلام، وتولى عن ابن أم مكتوم فعاتبه الله في ذلك. فبان أنه من رسول الله إنصاف أن يظهر للإنسان ما يظهر له مما يظهره للناس أجمعين من أحواله مما لا يعلمون منه غيره، كما فعل بابن العشيرة.
قال والدي ⌂:
(باب قول النبي صلعم يسروا).
قوله: (كان) أي: رسول الله، وقال تعالى: {يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ} [النساء:28]، وقال تعالى: {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ} [البقرة:185] و(أبو التياح) بفتح الفوقانية وشدة التحتانية وبالمهملة، ابن يزيد من الزيادة البصري.
قوله: (إسحاق) هو إما ابن إبراهيم وإما ابن منصور و(النضر) بسكون المعجمة ابن شميل مصغر الشمل و(سعيد) روى عن أبي بردة بضم الموحدة وسكون الراء وبالمهملة، عامر وهو عن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري و(معاذ) بضم الميم هو ابن جبل الأنصاري و(تطاوعا) أي: توافقا في الأمور و(الأرض) يريد بها أرض اليمن و(البتع) بكسر الموحدة وإسكان الفوقانية وبالمهملة و(المزر) بكسر الميم وتسكين الزاي وبالراء.
قوله: (عبد الله بن مسلمة) بفتح الميم واللام و(أيسرهما) أي أسهلهما.
فإن قلت: كيف خير رسول الله صلعم بين أمرين أحدهما إثم؟ قلت: التخيير إن كان من الكفار فظاهر وإن كان من الله تعالى أو من المسلمين فمعناه ما لم يؤد إلى إثم كالتخيير بين المجاهدة في العبادة والاقتصاد فيها، فإن المجاهدة بحيث ينجر إلى الهلاك غير جائز(4).
القاضي ناصر الدين البيضاوي: يحتمل أن يخيره الله تعالى فيما فيه عقوبتان ونحوه، وأما قولها (ما لم يكن إثما) فيتصور إذا خيره الكفار، قال: وانتهاك حرمة الله تعالى هو ارتكاب ما حرمه وهو استثناء منقطع؛ يعني: إذا انتهكت حرمة الله تعالى انتصر لله تعالى وانتقم ممن ارتكب ذلك.
قوله: (الأزرق) ضد الأبيض ابن قيس الحارثي البصري و(الأهواز) بفتح الهمزة وسكون الهاء وبالواو وبالزاي موضع بخوزستان بين العراق وفارس و(نضب) بفتح المعجمة؛ أي: غاب وذهب في الأرض و(أبو برزة) بفتح الموحدة وتسكين الراء وبالزاي، نضلة بفتح النون وسكون المعجمة الأسلمي بفتح الهمزة واللام و(قضى) أي: أدى والرجل صاحب الرأي قد كان يرى رأي الخوارج و(متراخ) أي: متباعد و(تركته) أي الفرس وفي بعضها تركتها و(الفرس) تقع على الذكر والأنثى لكن لفظه مؤنث سماعي.
و(تيسيره) / أي: تسهيله صلعم على الأمة وأنه قد رأى من التسهيل ما حمله على ذلك إذ لا يجوز له أن يفعله من تلقاء نفسه دون أن يشاهد مثله منه صلعم.
وفيه أن من انفلتت دابته وهو في الصلاة يقطعها ويتبعها وكذلك كل من خشي تلف ماله مر الحديث في الصلاة قبيل باب سجدة السهو.
قوله: (ثار) من الثوران وهو الهيجان (ليقعوا به) أي: ليؤذوه و(دعوه) أي اتركوه، وإنما قال ذلك لمصلحتين وهي أنه لو قطع عليه بوله لتضرر، وأن التنجس قد حصل في جزء يسير، فلو أقاموه في أثنائه لتنجست ثيابه وبدنه ومواضع كثيرة من المسجد، وسائر مباحثه تقدمت في كتاب الوضوء.
و(أهريقوا) أي: صبوا وفي لفظه وجوه ثلاثة و(الذنوب) بفتح المعجمة الدلو الملآن و(السجل) بفتح المهملة وتسكين الجيم، الدلو فيه الماء قل أو كثر.
قوله: (ودينك لا تكلمنه) من الكلم وهو الجرح أي: خالط الناس، لكن بشرط أن لا يحصل في دينك خلل ويبقى صحيحاً.
قوله: (والدعابة) بالجر عطفاً على الانبساط وهو المزاج و(عمير) مصغر عمرو (النغير) مصغر النغر بالنون والمعجمة والراء، طوير كالعصفور له صوت حسن ومنقاره أحمر و(ما فعل) أي ما شأنه وحاله.
وفي الحديث بيان جواز تكنية الطفل ومن لم يولد له وأنه ليس كذباً، وجواز المزاح والسجع في الكلام والتصغير ولعب الصبي بالعصفور وتمكين الولي له والسؤال عما هو عالم به وكمال خلق النبي صلعم واستمالة قلوب الصغار وإدخال السرور على قلوبهم، وقيل: جواز صيد المدينة وإظهار المحبة لأقارب الصغير ونحوه.
قوله: (محمد) هو إما ابن سلام وإما ابن المثنى، وأبو معاوية محمد بن خازم بالمعجمة والزاي و(بالبنات) أي بالتماثيل واللعب و(يتقمعن) من التقمع، وهو الانفصال والدخول في البيت والهرب والذهاب والاستتار ومن الانقماع بمعناه و(يسربهن) من التسريب بالمهملة، وهو الإرسال والتسريح و(السارب) الذاهب يقال: سرب عليه الخيل وهو أن يبعث عليه الخيل قطعة بعد قطعة.
الخطابي: فيه أن اللعب بالبنات ليس كالتلهي بسائر الصور التي جاء فيها الوعيد، وإنما رخص لعائشة فيها؛ لأنها حينئذ كانت غير بالغة ومعنى الكراهة فيها قائمة للبوالغ، قال ابن بطال: المقصود من الحديث الرخصة في التماثيل واللعب التي يلعب بها الجواري، وقيل: إنه منسوخ بحديث الصور وكان النبي صلعم أحسن الأمة أخلاقاً وكان يسرح إلى عائشة صواحبها ليلعبن معها.
قال (والمداراة) من أخلاق المؤمنين وهي لين الكلمة وترك الإغلاظ لهم في القول وهي مندوبة والمداهنة محرمة، والفرق بينهما أن المداهنة هي التي يلقي الفاسق المعلن بفسقه فيؤالفه ولا ينكر عليه ولا بقلبه، والمداراة هي الرفق بالجاهل / الذي يستتر بالمعاصي واللطف به حتى يرده عما هو عليه، وكان صلعم ينبسط إلى النساء والصبيان ويمازحهم وقال إني لا أمزح ولا أقول إلا حقاً.
قوله: (أبو الدرداء) بالمد اسمه عويمر الأنصاري و(يكشر) بالمعجمة المكسورة من الكشر وهو التبسم و(ابن المنكدر) بكسر المهملة الخفيفة و(الرجل) هو عيينة مصغر العين ابن حصن بكسر المهملة الأولى و(ابن العشيرة) أي: بئس هذا الرجل من القبيلة و(ودعه) أي: تركه.
فإن قلت: ما وجه إلانة القول بعد ما قال ذلك؟ قلت: إنما ألان له القول تآلفاً له ولأمثاله على الإسلام ولا منافاة بينهما؛ لأنه لم يقل بعد الدخول، نعم ابن العشيرة ولا ما يناقض الكلام المتقدم.
فإن قلت: الكافر أشر منزلة منه؟ قلت: المراد من الناس المسلمون وهو للتغليظ.
وفيه جواز غيبة الفاسق المعلن ولمن يحتاج الناس إلى التحذير منه وكان هو كما قاله صلعم لأنه كان ضعيف الإيمان في حياته ◙ فارتد بعدها.
وقال ابن بطال: كان صلعم مأموراً بأن لا يعامل الناس إلا بما ظهر منهم لا بما يعلمه هو منهم دون غيره، وهو كان يظهر الإسلام فقال قبل الدخول ما كان يعلمه وبعده ما كان ظاهراً منه عند الناس.
قوله: (ابن علية) بضم المهملة وفتح اللام الخفيفة وشدة التحتانية إسماعيل و(عبد الله بن أبي مليكة) مصغر الملكة، وهو تابعي والحديث مرسل.
قوله: (مزررة) من التزرير وهو جعلك للقميص أزراراً و(مخرمة) بفتح الميم والراء وسكون المعجمة بينهما، أبو المسور بكسر الميم وإسكان المهملة وفتح الواو وبالراء القرشي.
قوله: (قال أيوب بثوبه) أي ملتبساً به حالا عن لفظ خبأت يعني: قال رسول الله صلعم: خبأت هذا الذهب لك، وهو كان ملتصقاً بالثوب، وأن رسول الله صلعم كان يري مخرمة إزاره ليطيب قلبه به؛ لأنه كان في خلق مخرمة نوع من الشكاسة، وفي بعضها أنه بدون الواو ولفظ قال بثوبه معناه أشار إليه أي: أشار أيوب إلى ثوبه ليستحضر فعل النبي صلعم للحاضرين قائلا أنه يرى مخرمة الأزرار وفي بعضها كأنه وفي بعضها إياه بالتذكير أي الذهب أو الثوب.
و(حاتم) بالمهملة والفوقانية (ابن وردان) بفتح الواو وتسكين الراء وبالمهملة والنون البصري.
الزركشي:
(رجل له رأي) أي: رأي الخوارج، أي: يرى ما لا يرى المسلمون من الدين.
(فثار إليه الناس) أي: وثبوا.
(خالط الناس ودينك لا تثلمه) ويروى: ((لا تكلمنه)) بالكاف بفتح أوله وإسكان ثانيه.
(فيتقمعن) أي: يتغيبن ويدخلن في بيت أو من وراء ستر، وأصله من القمع الذي على رأس التمرة؛ أي: يدخلن فيه كما تدخل الثمرة في قمعها.
(فيسربهن إلي) أي: يبعثهن ويرسلهن إلي.
(إنا لنكشر) هو بكسر الشين المعجمة، هو الكشف عن الأسنان كالتبسم، وهو أول الضحك، انتهى كلام الزركشي.
أقول:
قوله: (منزاح) أي: بعيد يقال جاء من بلد نزيح؛ أي: بعيد فعيل بمعنى فاعل.
و(الدعابة) المزاح وقد دعب فهو دعاب لعاب، والمداعبة الممازحة.
قوله: (أبا عمر) هو أخو أنس و(النغير) هو تصغير النغر وهو طائر يشبه العصفور أحمر المنقار ويجمع على نغران.
قوله: (العب بالبنات) قال القاضي: هن مخصوصات من الصور المنهي عنها بهذا الحديث لما فيها من تدريب البنات في صغرهن لأمر أنفسهن وبيوتهن وأولادهن، قال وقد أجاز العلماء بيعهن وشراءهن ثم قال: ومذهب جمهور العلماء جواز اللعب بهن، وقالت طائفة: هو منسوخ بالنهي / عن الصور، انتهى.
أقول: ويمكن أن يكون سبب جواز ذلك الأمر من الصغار من تعظيم الصور فإن البنات الصغار غافلات عن عبادة مثل تلك الصور غير عاقلات غير مكلفات والنهي إنما هو للرجال والنساء البلغ الذين يخاف عليهم عبادة الصور.
[1] في هامش المخطوط: في (ظ): ((نقلتهم)).
[2] في هامش المخطوط: ((أقول: وعكسه سئم يسئم)).
[3] في هامش المخطوط: ((أقول يرد على ما قال حكم الحاكم بعلمه وهو مذهب الشافعي وغيره)).
[4] في هامش المخطوط: ((أقول: فإن قلت: التخيير كيف يتصور له بين شيئين أحدهما إثم؟ قلت: المراد من التخيير ليس حقيقة بل الغرض منه العرض يعني: إذا عرض له أمران اختار أيسرهما، إذ العرض لازمه التخيير)).