مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر

          ░92▒ باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان / الشعر حتى يصده عن ذكر الله والعلم والقرآن
          فيه حديث ابن عمر، عن النبي صلعم: ((لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً)) الحديث.
          وحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلعم: ((لأن يمتلئ جوف رجل قيحاً)) الحديث.
          القيح بفتح القاف: المدة لا يخالطها دم، وفسر الشعبي هذا الحديث بالشعر الذي هجي به رسول الله صلعم ووهاه أبو عبيد والداودي؛ لأن شطر بيت من ذلك كفر والراوي أحد الشاتمين. قال أبو عبيد: والذي عندي أنه إذا غلب عليه وصده عن الذكر والقرآن، كما بوب عليه (خ).
          قوله: (حتى يريه) أي: يأكله. قال الأصمعي: هو من الوري على مثال الرمي، يقال فيه: رجل موري غير مهموز مشدد وهو أن يوري جوفه. وكذا قاله الأزهري. وقال أبو عبيد: الوري: هو أن يأكل القيح جوفه.
          وقال الجوهري: ورى القيح جوفه وريا؛ أي: أكله، والاسم: الوري بالتحريك.
          قال الفراء: يقال سلط الله عليك الوري وحمى خيبر.
          وقال ابن الأثير: هو من الورى: الداء، يقال: ورى يوري فهو موري: إذا أصاب جوفه الداء. وقال الفراء: هو الورى بفتح الراء. وقال ثعلب: هو بالسكون المصدر، وبالفتح الاسم. وقال قوم: معناه حتى يصيب رئته، وأنكره غيرهم؛ لأن الرئة مهموزة وإذا بنيت منه فعلا قلت: رآه يرأه فهو موري.