مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب من وصل رحمه في الشرك ثم أسلم

          ░16▒ باب من وصل رحمه في الشرك ثم أسلم
          فيه حديث حكيم(1) بن حزام: أنه قال: يا رسول الله، أرأيت أموراً كنت أتحنث بها الحديث وسلف في الزكاة.
          وفيه: تفضل الله على من أسلم من أهل الكتاب، فإنه يعطي ثواب ما عمله في الجاهلية من أعمال البر، وهو مثل قوله: ((إذا أسلم الكافر فحسن إسلامه كتب الله له كل حسنة كان زلفها)) فهذا والله أعلم ببركة الإسلام وفضله.
          قوله: (أتحنث بها) هو بالمثلثة؛ أي: أتعبد وأتبرر، كقول ابن إسحاق في الأصل، وأما أتحنت بالمثناة فوق، فلا أعلم له وجهاً.
          قال بعض العلماء: لا يمتنع أن يجازي من أسلم على ما فعل من الخير في حال كفره، وقد روي عنه ◙، فذكر الحديث السالف.
          قوله: (من صلة وعتاقة) قال الداودي: فيه أن من أعتق كافراً ثم أسلم يكون له ولاؤه، وهذا لا يؤخذ من هذا الحديث.
          قال: وفيه جواز عتق الكافر، وهذا نحو الأول، إلا أن الغالب أن المعتق كافر.


[1] في المخطوط: ((محمد)) ولعل الصواب ما أثبتناه.