مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب علامة حب الله عز وجل

          ░96▒ باب علامة الحب في الله عز وجل
          لقوله: {إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ}الآية [آل عمران:31].
          فيه حديث أبي وائل، عن عبد الله، عن النبي صلعم أنه قال: ((المرء مع من أحب)).
          ثم ساق من حديث أبي نعيم، بسنده عن أبي موسى قال: قيل لرسول الله: الرجل يحب القوم الحديث.
          ثم ساق حديث أنس: وسلف في الباب قبله، ويأتي في الأحكام، وأخرجه (م) أيضاً.
          قوله: (تابعه جرير) إلى آخره يدل أن جريراً الأول هو ابن عبد الحميد بن قرظ الضبي. ومتابعة سليمان أخرجها (م) من حديث أبي الخوات الأحوص بن خوات، وليس له في ((صحيحه)) سواه. ومتابعة أبي معاوية أخرجها (ق)، عن ابن نمير، عنه بمعناه.
          ومعنى: (ولما يلحق بهم) يريد في العمل والمنزلة، ولا شك أن علامة حب الله: حب رسوله واتباع سبيله والاقتداء بسنته؛ لقوله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي}الآية [آل عمران:31]، قوله ◙: ((المرء مع من أحب)). فدل هذا أن من أحب عبداً في الله فإن الله ╡ جامع بينه وبينه في جنته ومدخله مدخله، وإن قصر عن عمله، وهذا معنى قوله: ((ولما يلحق بهم)).
          وبيان هذا المعنى أنه لما كان المحب للصالحين إنما أحبهم من أجل طاعتهم لله تعالى، وكانت المحبة عملاً من أعمال القلوب، واعتقاداً لها أثاب الله سبحانه معتقد ذلك ثواب الصالحين؛ إذ النية هي الأصل، والعمل تابع لها، والله يؤتي فضله من يشاء.