مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب الوصاة بالجار

          ░28▒ باب الوصاة بالجار
          قوله تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا}الآية [النساء:36].
          فيه حديث عائشة، عن النبي صلعم قال: ((ما زال جبريل يوصيني بالجار)) الحديث.
          وحديث ابن عمر عن النبي صلعم مثله سواء.
          هذان الحديثان أخرجهما (م) أيضاً، والوصاة بفتح الواو وقال الجوهري: أوصيته ووصيته بمعنى، والاسم الوصاة.
          والآية والحديث دالان على حفظ الجار والإحسان إليه والوصاية برعي ذمته والقيام بحقوقه، ألا ترى تأكيد الله لذكره بعد الوالدين والأقربين فقال: {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى} [النساء:36].
          قال أهل التفسير: {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى} الذي بينك وبينه قرابة فله حق القرابة وحق الجوار، وعن ابن عباس وغيره: {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى}: أي: الجار المجاور، وقيل: هو الجار المسلم، {وَالْجَارِ الْجُنُبِ}: القريب عن ابن عباس. وقيل: هو الذي لا قرابة بينك وبينه، والجنابة: البعد {وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ}: الرفيق في السفر عن ابن عباس، وعن علي وابن مسعود: الزوجة. {وَابْنِ السَّبِيلِ}: المسافر الذي يجتاز بك مارًّا، عن مجاهد وغيره.