مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب: حسن العهد من الإيمان

          ░23▒ باب حسن العهد من الإيمان
          فيه حديث عائشة: قالت: ما غرت على امرأة الحديث.
          قولها: (ما غرت) إلى آخره. فيه إثبات الغيرة، وهو أمر لا تملكه.
          قوله: (ولقد هلكت قبل أن يتزوجني بثلاث سنين) الذي ذكره غيره أنها توفيت قبل الهجرة بهذا المقدار ثم تزوج عائشة بمكة سنة ست أو سبع وأدخلت عليه بعد مقدمه المدينة بثمانية أشهر بنت تسع.
          وقال الداودي: توفيت خديجة على ما في هذا الحديث قبل الهجرة بأربع سنين وأشهر؛ لأنه ◙ تزوج عائشة وبنى بها في السنة الثانية من الهجرة، ولا يخالف في ذلك؛ لأن معنى قولها: ((تزوجني)): دخل علي، وإلا فتكون خديجة ماتت قبل الهجرة بخمس سنين.
          و(حسن العهد) في هذا الحديث هو إهداء النبي صلعم اللحم لإخوان خديجة ومعارفها رعياً منه لذمامها، وحفظاً لعهدها، كذلك قال أبو عبيد: العهد / في هذا الحديث الحفاظ ورعاية الحرمة والحق، فجعل ذلك (خ) من الإيمان؛ لأنه فعل بر وجميع أفعال البر من الإيمان.
          و(القصب): قصب اللؤلؤ، وهو ما استطال منه في تجويف وكل مجوف قصب، قاله ابن بطال.
          وقال الهروي: قال أهل اللغة القصب هنا: لؤلؤ مجوف واسع كالقصر المنيف.
          وعبارة الجوهري: القصب: نبت من جوهر، وذكر الحديث. وقيل: من لؤلؤة مجوفة، وبيت الرجل قصره وداره. وقيل: هو قصب اللؤلؤ. وقيل: إن خديجة لما بشرها بذلك قالت: ما بيت من قصب؟ قال: ((بيت من لؤلؤة مجبأة)) وفسره ابن وهب قال: يريد مجوفة.
          وقال الخطابي: ولا يستقيم إلا أن يكون من المقلوب فتكون مجوبة من الجوب وهو القطع، قدم الفاء على الواو كقوله: {جُرُفٍ هَارٍ} [التوبة:109] والأصل هائر.
          قوله: (ثم يهدي في خلتها منها) قال الجوهري: الخلة والخولة: الخليل، يستوي فيه المذكر والمؤنث؛ لأنه في الأصل مصدر وقوله: خليل بين الخلة والخولة، وذكر الخطابي نحوه وزاد: ما كان من المصادر اسماً يستوي فيه الرجال والنساء والآحاد والجماعة، يقال: رجل خلة وامرأة خلة وقوم خلة، كقولهم: ماء غور، ومياه غور. فأراد بخلتها إخلالاً.