مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب إجابة دعاء من بر والديه

          ░5▒ باب إجابة دعاء من بر والديه
          فيه حديث ابن عمر في الصخرة، وسلف، وحاصله أن كل من دعا الله بنية صادقة من قلبه وتوسل إليه بما صنعه لوجهه خالصاً جاء له الإجابة، ألا ترى أن أصحاب الغار توسلوا إلى الله بأعمال عملوها خالصة لوجهه ورجوا الفرج بها، فذكر أحدهم بر أبويه، والثاني المرأة والثالث أنه تجر في أجرة الأجير فتفضل الله عليهم بإجابة دعائهم ونجاهم من الغار فكما أجيبت دعوة هؤلاء النفر فكذلك يرجى إجابة دعاء كل من أخلص فعله لله تعالى.
          قوله: (فأطبقت عليهم) هو رباعي من أطبقت الشيء عليه وجعلته مطبقاً فتطبق هو.
          قوله: (لعله يفرجها) ضبط بكسر الراء، قال ابن التين: وكذا قرأناه. قال الجوهري: فرج الله عنك غمك تفريجاً، وكذلك: فرج الله عنك غمك يفرج بالكسر.
          قوله: (نأى بي الشجر) أي: تباعد عن مكاننا الشجر التي ترعاها مواشينا.
          قوله: (كما كنت أحلب) هو بضم اللام.
          قوله: (فجئت بالحلاب) هو بكسر الحاء أي: الإناء الذي يحلب فيه.
          قوله: (والصبية يتضاغون) أي: يصيحون، وكذلك كل صوت ذليل مقهور، ضغا يضغو: صاح وبكى وضج، وعبارة الداودي: يبكون ويتوجعون.
          قوله: (فافرج لنا فرجة) هو بضم الفاء، وأما إذا فتحتها فهي للتفصي من الهم.
          والفرجة بالضم فرجة الحائط، وهو المراد هنا. والفرق: مكتل معروف بالمدينة ستة عشر رطلاً وقد تحرك راؤه وأنكر القتبي إسكانها.