مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب قول الله تعالى: {من يشفع شفاعةً حسنةً يكن له نصيب منها}

          ░37▒ باب قول الله تعالى: {مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً}الآية [النساء:85]
          فيه حديث أبي موسى السالف في الباب قبله.
          يعني قوله (بالحبشية) يعني: أن لغتهم في ذلك وافقت لغة العرب.
          قوله: (كفل: نصيب) هو ما حكاه أهل اللغة، واشتقاقه من الكفل الذي يحويه راكب البعير على سنامه إذا ارتدفه لئلا يسقط. فتأويله: يؤتكم نصيبين تحفظاً بكم من هلكة المعاصي كما يحفظ الكفل الراكب. وقال ابن فارس: الكفل: الضعف، وقاله في ((الصحاح)) وزاد: ويقال: إنه النصيب.
          وفيه: الحض على الشفاعة للمؤمنين في حوائجهم، وأن الشافع مأجور وإن لم يشفع في حاجته.
          وقال أهل التأويل في قوله: {مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً} يعني: في الدنيا يكن له نصيب منها في الآخرة. وقال / مجاهد وغيره: نزلت هذه الآية في شفاعة الناس بعضهم لبعض، وقد قيل في الآية: إن الشفاعة الحسنة الدعاء للمؤمنين، والسيئة الدعاء عليهم، وكانت اليهود تدعو عليهم. وقيل: هو في قول اليهود: السام عليكم. وقيل: المعنى: من يكن شفيعاً لصاحبه في الجهاد يكن له نصيب من الأجر، ومن يكن شفيعاً لآخر في باطل يكن له نصيب من الوزر. والكفل: الوزر.
          فائدة: روى الحافظ المنذري في جزء ((غفران الذنوب ما تقدم منها وما تأخر)) حديث ابن عباس رفعه: ((من سعى لأخيه المسلم في حاجة قضيت له أو لم تقض غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكتبت له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق)) ثم قال: غريب، ورجال إسناده معروفون سوى أحمد بن بكار.