مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب: كيف يكون الرجل في أهله؟

          ░40▒ باب كيف يكون الرجل في أهله؟
          فيه حديث الأسود قال: سألت عائشة: ما كان النبي صلعم يصنع في أهله؟ الحديث وسلف في الصلاة.
          والمهنة بفتح الميم وكسرها قال شمر عن مشايخه: هي بنصب الميم، وكسرها خطأ، وكذا في ((الصحاح)) أنها بالفتح، قال ابن التين: وبالكسر قرأناه، ولا شك أن أخلاق الأنبياء التواضع والتذلل في أفعالهم، والبعد عن الترفه والتنعم، فكانوا يمتهنون أنفسهم فيما تعين لهم؛ ليسنوا بذلك مسلك سبيلهم وتقتفي آثارهم.
          وقول عائشة: (كان في مهنة أهله) يدل على دوام ذلك من فعله متى عرض له ما يحتاج إلى إصلاحه؛ لئلا يخلد إلى الدعة والرفاهية التي ذمها الله تعالى، وأخبر أنها من صفات غير المؤمنين، فقال: {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ} [المزمل:11] الآية.
          روى سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنه سألها: ما كان عمل رسول الله في بيته؟ قالت: يخصف النعل ويرقع الثوب.
          وفي حديث آخر: ((أما أنا فأتزر بالكساء وأجلس بالأرض وأحلب شاة أهلي)) وقال ابن مسعود: إن الأنبياء من قبلكم كانوا يلبسون الصوف، ويركبون الحمر، ويحلبون الغنم. وهذه كانت سيرة سلف هذه الأمة.