إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

{إن المنافقين في الدرك الأسفل}

          ░25▒ ({إِنَّ الْمُنَافِقِينَ}) وفي نسخةٍ: ”بابٌ“ _بالتَّنوين_ أي: في(1) قوله تعالى: ”{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ}“ ({فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ}[النساء:145]) زاد أبوا ذرٍّ والوقت: ”{مِنَ النَّارِ}“ (وَقَالَ): بالواو، ولأبي ذرٍّ: ”قال“ (ابْنُ عَبَّاسٍ) ممَّا وصله ابن أبي حاتمٍ أي: (أَسْفَلَ النَّارِ) وللنَّار سبع دركاتٍ / ، والمنافق في أسفلها، وقال أبو هريرة فيما رواه ابن أبي حاتمٍ: «{الدَّرْكِ الأَسْفَلِ} بيوتٌ لها أبوابٌ تُطبَق عليها، فتوقد من فوقهم ومن تحتهم» ولعلَّ ذلك لأنه(2) في أسفل السَّافلين من درجات الإنسانية، وكيف لا وقد ضَمَّ إلى الكفر السُّخرية بالإسلام وأهله، والمنافق: هو المظهر للإسلام المبطن للكفر؛ فلذا كان عذابه أشدَّ من الكفَّار، وتسمية غيره بالمنافق في الحديث الصَّحيح: «ثلاثٌ من كنَّ فيه؛ كان منافقًا خالصًا» [خ¦34] فللتَّغليظ.
          ({نَفَقًا}) يريد قوله تعالى في سورة الأنعام: {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ}[الأنعام:35] قال ابن عبَّاسٍ فيما وصله ابن أبي حاتمٍ أيضًا أي: (سَرَبًا).


[1] «في»: ليس في (م).
[2] في غير (د) و(م): «لأجل أنَّه».