إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

{فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم}

          ░15▒ ({فَمَا لَكُمْ}) ولأبي ذرٍّ: ”بابٌ“ بالتَّنوين، أي: في قوله تعالى: ”{فَمَا لَكُمْ}“ مبتدأٌ وخبرٌ(1) ({فِي الْمُنَافِقِينَ}) يجوز تعلُّقه بما تعلَّق به الخبر؛ وهو {لَكُمْ} ويجوز تعلُّقه بمحذوفٍ على أنَّه حالٌ من ({فِئَتَيْنِ}) والمعنى: ما لكم لا تتَّفقون(2) في شأنهم بل افترقتم في شأنهم بالخلاف في نفاقهم مع ظهوره ({وَاللّهُ أَرْكَسَهُم}) ردَّهم في حكم المشركين كما كانوا ({بِمَا كَسَبُواْ}[النساء:88]) الباء سببيةٌ، و«ما»: مصدريَّةٌ أو بمعنى: «الذي» والعائد محذوفٌ على الثَّاني لا الأوَّل، وسقط لغير أبوي ذرٍّ والوقت «{بِمَا كَسَبُواْ}».
          (قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) ╠ ممَّا وصله الطَّبريُّ في قوله: ({أَرْكَسَهُم}) أي: (بَدَّدَهُمْ) يعني: فرَّقهم ومزَّق شملهم، وقوله: (فِئَةٌ): واحدُ(3) فئتين، ومعناه: (جَمَاعَةٌ) كقوله تعالى: {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ}[البقرة:249] وَ{فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ}[آل عمران:13].


[1] في (ص): «خبره».
[2] في (ج) و(ل): «تنفقوا».
[3] في (د): «واحدة».