إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب: {وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين}

          ░3▒ هذا (بابٌ) بالتَّنوين، يُذكَر فيه قوله تعالى: ({وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ}) للتَّركات ({أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ}) ممَّن لا يرث ({فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ}[النساء:8]) من(1) متروك الوالدين والأقربين؛ تطييبًا لقلوبهم وتصدُّقًا عليهم، وقيل: يعود الضَّمير إلى الميراث، وفي أكثر النُّسخ _وهو في الفرع كأصله_: ”{وَالْمَسَاكِينُ} الآيَةَ“ وحُذِف: {فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ} وهو أمر ندبٍ للبُلَّغ(2) من الورثة، وقيل: أمر وجوبٍ، وكان في ابتداء الإسلام، ثمَّ اختُلِف في نسخه؛ فقيل: بآية المواريث / ، فألحق الله لكلِّ ذي حقٍّ حقَّه، وصارت الوصيَّة من ماله؛ يوصي بها لذوي قرابته حيث يشاء، وهذا مذهب جمهور الفقهاء؛ الأئمَّة الأربعة وأصحابهم، وعن ابن عبَّاسٍ: أنَّ الآية محكمةٌ غير منسوخةٍ.


[1] في (د): «أي».
[2] في (د): «للبالغ».