إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى}

          ░1▒ هذا (بابٌ) بالتَّنوين في قوله تعالى: ({وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ}) ألَّا تعدلوا، من أقسط، و«لا» نافيةٌ، أي: وإن حذرتم عدم الإقساط، أي: العدل ({فِي الْيَتَامَى}[النساء:3]) وقُرِئ: ▬تَقْسِطوا↨، بفتح التَّاء من قَسَط، وهو بمعنى: جَارَ، على المشهور في أنَّ الرُّباعيَّ بمعنى: عدل، والثُّلاثيَّ بمعنى: جار، وكأنَّ الهمزة فيه للسَّلب؛ فمعنى أقسط: أزال القَسْط وهو الجور، و«لا»: على هذا زائدةٌ ليس إلَّا، وإلَّا يفسد المعنى، كهي في: {لِئَلَّا يَعْلَمَ}[الحديد:29] وحكى الزَّجَّاج: أنَّ «قسط» الثُّلاثيَّ يُستَعمل استعمال الرُّباعيِّ، وعلى هذا: فتكون «لا» غير زائدةٍ، كهي في الأولى، وجواب الشَّرط في: {وَإِنْ خِفْتُمْ}: {فَانكِحُواْ} أو {فَوَاحِدَةً} وثبت الباب وتاليه لأبي ذرٍّ(1).


[1] «وثبت الباب وتاليه لأبي ذرٍّ»: سقط من (ص).