إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب:{إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم}

          ░19▒ هذا (بابٌ) / بالتَّنوين في قوله تعالى: ({إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ}) ملك الموت وأعوانه، وهم ستَّةٌ؛ ثلاثةٌ: لقبض(1) أرواح المؤمنين، وثلاثةٌ: للكفار، أو المراد: ملك الموت وحده، وذُكِر بلفظ الجمع للتَّعظيم، أي: توفَّاهم الملائكة بقبض أرواحهم حال كونهم ({ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ}) ويصلح {تَوَفَّاهُمُ} أن يكون للماضي، وذُكِر الفعل لأنَّه فعل جمعٍ، وللاستقبال، أي: الذين تتوفَّاهم، حُذِفت التَّاء الثَّانية؛ لاجتماع المثلين، قال في «فتوح الغيب»: إذا حُمِل على الاستقبال؛ يكون من باب حكاية الحال الماضية ({قَالُواْ}) أي: الملائكة لهم: ({فِيمَ كُنتُمْ}) من أمر الدِّين(2) في فريق المسلمين أو المشركين؟ والسُّؤال للتَّوبيخ؛ يعني: لِمَ تركتم الجهاد والهجرة والنُّصرة؟ ({قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ}) أي: عاجزين ({ فِي الأَرْضِ}) لا نقدر على الخروج من مكَّة ({قَالُواْ}) أي: الملائكة: ({أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا} الاية[النساء:97]) أي: إلى المدينة، وتخرجوا من بين أظهر المشركين، وسقط لأبي ذرٍّ قوله: «{قَالْوَاْ (3) كُنَّا}...» إلى آخره، وسقط الباب من أكثر النُّسخ، وثبت في بعضها.


[1] في (د): «تقبض».
[2] في (م): «الذين»، وهو تصحيفٌ.
[3] {قَالْوَاْ}: مثبتٌ من (د) و(س).