إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب: {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنًا}

          ░17▒ هذا(1) (بابٌ) _بالتَّنوين_ في قوله تعالى: ({وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ (2) لَسْتَ مُؤْمِنًا}[النساء:94]) اللام في {لِمَنْ} للتَّبليغ، و«مَنْ»: موصولةٌ أو موصوفةٌ، و {أَلْقَى}: ماضي اللَّفظ لكنَّه بمعنى المستقبل، أي: لمن يُلقِي؛ لأنَّ النَّهي لا يكون عمَّا انقضى، أي: لا تقولوا لمن حيَّاكم(3) بتحيَّة السَّلام(4) إنَّه إنَّما قالها‼ تعوُّذًا، فتُقْدِموا عليه بالسَّيف؛ لتأخذوا ماله، ولكن كفُّوا واقبلوا منه ما أظهر(5) لكم.
          (السِّلْمُ) بكسر السِّين وسكون اللَّام، وهي قراءة رُويت(6) عن عاصم بن أبي(7) النَّجود (وَالسَّلَمُ) بفتحهما / من غير ألفٍ، وهي قراءة نافعٍ وابن عامرٍ وحمزة، وفي «الفرع»: ”و▬السَّلْم↨“ بسكون اللَّام بعد فتحٍ، ورُوِي عن عاصمٍ الجحدريِّ (وَالسَّلامُ) بفتحهما ثم ألفٌ، وهي قراءة الباقين: (وَاحِدٌ) أي: في المعنى، وهو الاستسلام والانقياد، واستعمال ذي الألف في التحيَّة(8) أكثر.


[1] «هذا»: ليس في (د).
[2] في (ج): «السلام».
[3] في (د): «جاءكم».
[4] في (د): «الإسلام».
[5] في (د): «أظهره».
[6] في (د): «ورش»، وفي غيرها: «رويس»، ولعلَّ المثبت هو الصَّواب.
[7] «أبي»: سقط من (د).
[8] في غير (د): «التَّحتيَّة»، ولعلَّه تحريفٌ.