إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

قوله: {وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله}

          ░14▒ (قَوْلُهُ) تعالى: ({وَمَا لَكُمْ}) ولأبي ذرٍّ: ”بابٌ“ _بالتَّنوين_ في قوله تعالى: ”{وَمَا لَكُمْ}“ {وَمَا}: مبتدأٌ، و {لَكُمْ}: خبره، وجملة: ({لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ}) الأظهر أنَّها في موضع نصبٍ على الحال، أي: ما لكم غير مقاتلين، والعامل في هذه الحال الاستقرار المقدَّر ({وَالْمُسْتَضْعَفِينَ}) جُرَّ _على الأظهر_ بالعطف على {سَبِيلِ اللّهِ} أي: في سبيل الله وفي خلاص المستضعفين؛ وهم الذين أسلموا بمكَّة ومنعهم المشركون من الهجرة ({مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء}[النساء:75]) فبقَوا بين أظهرهم مستذلِّين يَلقَون منهم الأذى الشَّديد (الآيةَ) كذا لأبي ذرٍّ(1)، ولغيره(2) بعد قوله: {مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء}: ”إِلَى: {الظَّالِمِ أَهْلُهَا}“ {الظَّالِمِ}: صفةٌ للقرية؛ وهي مكَّة، و {أَهْلُهَا}: رُفِعَ به على الفاعليَّة، وهم كفرة قريشٍ، و«أل» في {الظَّالِمِ} موصولةٌ بمعنى: التي، أي: التي ظَلَم أهلُها بالكفر، فالظُّلم(3) جارٍ على القرية لفظًا، وهو لما بعدها معنًى.


[1] زيد في (ب) و(د) و(م): «والوقت»، والمثبت موافقٌ لما في «اليونينيَّة».
[2] في (ب) و(د): «ولغيرهما».
[3] في (س) و(ص): «فالظَّالم».