إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب قوله:{ولا جناح عليكم إن كان بكم أذًى من مطر أو كنتم مرضى}

          ░22▒ (بابُ قولِهِ) تعالى، كذا للمستملي بالإضافة وسقط لفظ «باب» لغيره(1)، ولأبي ذرِّ تنوين ”بابٌ“ وحَذْفُ تاليه ({وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ}) أي: لا إثم عليكم ({وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ}[النساء:102]) فيه بيان الرُّخصة في وضع الأسلحة إن ثقل عليهم حملها بسبب ما يبلُّهم من مطرٍ أو يضعفهم من مرضٍ، وأمرهم مع ذلك بأخذ الحذر؛ لئلَّا يغفلوا فيهجم عليهم العدوُّ، ودلَّ ذلك على وجوب الحذر عن جميع المضارِّ المظنونة، ومن ثمَّ عُلِم أنَّ العلاج بالدَّواء والاحتراز عن الوباء والتَّحرُّز عن الجلوس تحت الجدار المائل واجبٌ، وسقط لأبي ذرٍّ من قوله: «{أَوْ كُنتُم مَّرْضَى}...» إلى آخره، وقال بعد قوله: {مِّن مَّطَرٍ}: ”الآية“.


[1] «سقط لفظ باب لغيره»: مثبت من (د) و(م).