التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب القلائد من العهن

          ░111▒ بَابُ: القَلَائِدُ مِنَ العِهْنِ.
          1705- ذَكَرَ فيه حديثَ عائشةَ قالتْ: (فَتَلْتُ قَلَائِدَهَا مِنْ عِهْنٍ كَانَ عِنْدِي). هذا الحديثُ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ أيضًا.
          و(الْعِهْن): جَمْعُ عِهْنَةٍ الصُّوفُ المصبوغُ ألوانًا، ويُقال: كلُّ صوفٍ عِهْنٌ، والقِطْعةُ مِنْهُ عِهْنةٌ كما قلنا، والجمْعُ عُهُونٌ، ذَكَرَه في «الموعَب»، وفي «المُحْكَم»: المصبوغُ أيَّ لونٍ كَانَ.
          وقال ابنُ التِّينِ: إنَّه عِندَ أكثرِ أهلِ اللُّغةِ الصُّوفُ المصبوغُ، وكذا قال ابنُ بَطَّالٍ: أكثرُ ما يكونُ مصبوغًا، ليكونَ أبلغَ في العلامةِ، وقال ابنُ خَالَوَيْهِ: هو الأحمرُ، وهو ما ذَكَرَه صاحبُ «المطالع» مَعَ تقدَّم أنَّه الصُّوفُ مُطلَقًا أو الملوَّنُ.
          قال ابنُ حَبِيبٍ: اِجعلْ حَبْل القلائدِ مِمَّا شِئتَ، ثمَّ ذَكَرَ حديثَ عائشةَ هذا، وقال مَالِكٌ في روايةِ ابنِ القَاسِمِ: لا يقلِّدُها بالأوتارِ، وقال رَبِيعَةُ ومَالِكٌ: أَحَبُّ إليَّ أنْ تكونَ القلائدُ مِمَّا تُنبِتُ الأرضُ، ولعلَّه أرادَ أنَّ ذلك أَحَبُّ إليه مِنْ ذلك كلِّهِ، وحَمَلَ الحديثَ على الجوازِ.