التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب خروج النبي على طريق الشجرة

          ░15▒ بابُ: خُرُوجِ النَّبِيِّ صلعم عَلَى طَرِيقِ الشَّجَرَةِ
          1533- ذَكَرَ فيهِ حديثَ ابنِ عُمَرَ: (أنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم كَانَ يَخْرُجُ مِنْ طَرِيقِ الشَّجَرَةِ، وَيَدْخُلُ مِنْ طَرِيقِ المُعَرَّسِ) وَ(أنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم كَانَ إِذَا خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ يُصَلِّي فِي مَسْجِدِ الشَّجَرَةِ، وَإِذَا رَجَعَ صَلَّى بِذِي الحُلَيْفَةِ بِبَطْنِ الوَادِي، وَبَاتَ حَتَّى يُصْبِحَ).
          هذا الحديثُ مِنْ أفرادِه، وطريقُ الشَّجرةِ عَلَى ستَّةِ أميالٍ مِنَ المدينةِ، كما قَالَ صاحبُ «المطالعِ» والمُنْذِرِيُّ، وعند البكريِّ: هي مِنَ البقيعِ، وإنَّما فَعَلَ صلعم ذَلِكَ ليُكَثِّرَ عددَ المسلمين في أعينِ المنافقين والمشركين كما كَانَ يفعلُ في العيدينِ يخرجُ مِنْ طريقٍ ويرجعُ مِنْ آخرَ، فكانَ يخرجُ مِنَ المدينةِ فيمرُّ بطريقِ الشَّجرةِ بذي الحُلَيْفَةِ ويدخلُها، وإذا رَجَعَ بعدَ أن يمرَّ بالمُعَرَّسِ بذي الحُلَيْفَةِ وليسَ ذَلِكَ مِنَ سُنَنِ الحجِّ، كما قَالَ ابنُ بَطَّالٍ يعني: المعتلقة به المجبورة.