التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب قول الله تعالى: {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنًا}

          ░46▒ بابُ قَوْلِ اللهِ تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا} إلى قولِهِ: {يَشْكُرُونَ} [إبراهيم:25- 37]
          هذا البابُ حذفَه شيخنا علاءُ الدِّينِ مِنْ شرحه، وأدخله ابنُ بَطَّالٍ في الباب بعدَه وجعلهما بابًا واحدًا، وتقدَّم تفسيرُ الأمن [خ¦1587].
          {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ} قرأه الجَحْدَرِيُّ بقطعِ الألفِ، معناه: اجعلني جانبًا وثبِّتنا عَلَى توحيدك، كقوله: {وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ}، {إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ} [إبراهيم:36] أي: بسببهنَّ، وهنَّ لا يعقلن {بَيْتِكَ} الَّذي لا يملكه غيرُك {المُحَرَّمِ} لأنَّه يحرم فيه ما يُبَاحُ في غيره.
          {أَفْئِدَةً} جمع فؤادٍ وهو القلبُ أو جمع وفودٍ، {تَهْوِي} تحنُّ أو تهواهم أو تنزل عليهم، طلب ذَلِكَ ليميلوا إلى سُكْنَاها فيصير بلدًا محرَّمًا أو لِيَحُجُّوا، قَالَ ابنُ عبَّاسٍ: لو أنَّ إبراهيمَ قَالَ: أفئدةَ النَّاسِ لغلبكم عليه التُّركُ والدَّيْلم {مِنَ الثَّمَرَاتِ} أجابه بما في الطَّائفِ مِنَ الثِّمار، ويُجلَبُ إليهم مِنَ الأمصارِ.