التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب من أهل ملبدًا

          ░19▒ (بابُ مَنْ أَهَلَّ مُلَبِّدًا.)
          1540- ذَكَرَ فيهِ حديثَ سالمٍ عَنْ أَبِيهِ: (سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم يُهِلُّ مُلَبِّدًا).
          هذا الحديثُ سيأتي مثله في باب: مَنْ لبَّدَ رأسَه عندَ الإحرامِ مِنْ حديثِ حفصةَ أيضًا بلفظِ: ((إنَّي لَبَّدْتُ رَأْسِي...)) الحديثَ [خ¦1725].
          ولأبي داودَ والحاكمِ وقَالَ: صحيحٌ عَلَى شرطِ مسلمٍ مِنْ حديثِ ابنِ إسحاقَ عن نافعٍ عَنِ ابنِ عُمَرَ: ((أنَّهُ ◙ لَبَّدَ رأسَهُ بالغسلِ)).
          ومعنى (يُهِلُّ) يرفعُ صوتَه بالتَّلْبيَةِ.
          وقولُه: (مُلَبِّدًا) أي: سَمِعْتُه يُهِلُّ ورأيته مُلبِّدًا.
          أمَّا حكمُ البابِ فالتَّلبيدُ عندَ الإحرامِ / مستحبٌّ لما ذَكَرْنَاه، نصَّ عليه الشَّافعيُّ وأصحابُنا للرِّفقِ، وهو أن يضفِّرَ رأسَه ويجعلَ فيه شيئًا مِنْ صمغٍ وشبهه ليجتمعَ ويتلبَّدَ فلا يتخلَّلُه الغبارُ ولا يصيبُه الشَّعثُ ولا يحصلُ فيه القملُ، قَالَ القزَّازُ: وقيلَ التَّلبيدُ: البقيا عَلَى الشَّعرِ لئلَّا يتشعَّثَ، وحكاه الهَرَويُّ أيضًا، وإنَّما يُلَبَّدُ مِنْ طولِ مكثِه في الإحرامِ، قَالَ ابنُ بَطَّالٍ: مَنْ لبَّدَ رأسَه فعليه الحِلَاقُ لأنَّهُ ◙ حَلَقَ، وهذا فيه خلافٌ ستعلمُه في بابِ مَنْ لبَّدَ رأسَه عندَ الإحرامِ إن شاءَ اللهِ [خ¦1725].
          وقولُه: ((بالغسلِ)) قَالَ ابنُ الصَّلاحِ: يحتملُ مِنْ حيث المعنى أنَّه الغِسْلُ _بكسرِ الغينِ المعجمةِ_ وهو ما يُغسَلُ به الرأسُ مِنْ خِطمِيٍّ أو غيرِه، ويحتملُ أن يكونَ بالمهملةِ المفتوحةِ لأنَّ الرِّوايةَ بذلكَ لم تُضبَطْ.