شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب بيع التصاوير التي ليس فيها روح وما يكره من ذلك

          [░104▒ بَابُ بَيْعِ التَّصَاوِيرِ الَّتي لَيْسَ فِيهَا أَرْوَاحٌ وَمَا يُكْرَهُ مِنْ ذَلِكَ
          فيهِ ابنُ عَبَّاسٍ: (أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ مَعِيشَتِي مِنْ صَنْعَةِ يَدِي، وَإِنِّي(1) أَصْنَعُ هَذِهِ التَّصَاوِيرَ، فَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: سَمِعْتُ النَّبيَّ صلعم يَقُولُ(2): مَنْ صَوَّرَ صُورَةً، فَإِنَّ اللهَ مُعَذِّبُهُ حَتَّى يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوْحَ، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ فِيهَا أَبَدًا، فَرَبَا الرَّجُلُ رَبْوَةً شَدِيدَةً، وَاصْفَرَّ وَجْهُهُ، فَقَالَ: وَيْحَكَ، إِنْ أَبَيْتَ إِلَّا أَنْ تَصْنَعَ فَعَلَيْكَ بِهَذِهِ الشَّجَرِةِ كُلِّ شَيْءٍ لَيْسَ فِيهِ رُوحٌ). [خ¦2225]
          قالَ المُهَلَّبُ: إنَّما كُره هذا مِنْ أجل(3) أنَّ الصُّور الَّتي فيها الأرواح كانت معبودةً في الجاهليِّة، فكُرهت كلُّ صورةٍ وإن كان(4) لا فيء لها ولا جسم، قطعًا للذَّريعة، حتَّى إذا استوطن أمر الإسلام وعرف النَّاس مِنْ أمر الله ╡ وعبادته ما لا يخاف عليه فيهم(5) مِنَ الأصنام والصُّور، أرخص فيما كان رقمًا أو صبغًا إذا وضع موضع المهنة، وإذا نُصب نصب العبادة كُره، وسأتقصَّى ما للعلماء في الصُّور في كتاب الزِّينة إن شاء الله [خ¦5963].
          وقالَ صاحبُ «العين»: يُقَالُ ربا الرَّجل أصابه نفسٌ في جوفه، وهو الرَّبو والرَّبوة والرِّبوة.]
(6)


[1] في المطبوع: ((وأنا)).
[2] في المطبوع: ((فَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: لاَ أُحَدِّثُكَ إِلَّا مَا سَمِعْتُ من رَسُولَ اللهِ يَقُولُ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ)).
[3] قوله: ((وَيْحَكَ، إِنْ أَبَيْتَ إِلَّا أَنْ تَصْنَعَ فَعَلَيْكَ بِهَذِهِ الشَّجَرِةِ كُلِّ شَيْءٍ لَيْسَ فِيهِ رُوحٌ، قال المُهَلَّب: إنَّما كره هذا من أجل)) ليس في (ز).
[4] في المطبوع: ((كان)).
[5] في المطبوع: ((عليهم فيه)).
[6] ما بين معقوفتين غير واضح في (ص) بسبب الطَّمس.