شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب ذكر النساج

          ░31▒ بَابُ النَّسَّاجِ
          فيهِ سَهْلٌ قَالَ(1): (جَاءَتِ امْرَأَةٌ بِبُرْدَةٍ قَالَ(2) أتَدْرُونَ(3) مَا البُرْدَةُ؟ قِيلَ لَهُ: نَعَمْ، هِي الشَّمْلَةُ مَنْسُوجٌ في حَاشِيَتِهَا،قَالَتْ(4): يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي نَسَجْتُ هَذِهِ بِيَدِي(5) أَكْسُوكَهَا، فَأَخَذَهَا الرَّسُولُ(6) صلعم(7) مُحْتَاجًا إِلَيْهَا، فَخَرَجَ إِلَيْنَا وَإِنَّهَا إِزَارُهُ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: يَا رَسُولَ اللهِ، اكْسُنِيهَا، فقَالَ(8): نَعَمْ، فَجَلَسَ النَّبيُّ صلعم في المَجْلِسِ، / ثُمَّ رَجَعَ فَطَوَاهَا، ثُمَّ أَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ القَوْمُ: مَا أَحْسَنْتَ! سَأَلْتَهَا إِيَّاهُ، لَقَدْ(9) عَرَفْتَ أَنَّهُ لا يَرُدُّ سَائِلًا، فَقَالَ الرَّجُلُ: وَاللهِ(10) مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِتَكُونَ كَفَنِي يَوْمَ أَمُوتُ، قَالَ سَهْلٌ(11): فَكَانَتْ كَفَنَهُ). [خ¦2093]
          قال المُهَلَّبُ: فيه: جواز قبول الهديَّة مِنَ الضَّعيف إذا كان له مقصدٌ مِنَ التَّبرُّك وشبهه.
          وفيه: الهبة لما يسأله الإنسان مِنْ ثوبٍ أو غيره.
          وفيه: الأثرة على نفسه وإن كانت(12) به حاجةٌ إلى ذلك الشَّيء.
          وفيه: التَّبرُّك بثوب الإمام والعالم، رجاء(13) النَّفع به في استشعاره كفنًا وشبه ذلك.


[1] قوله: ((قال)) ليس في (ز).
[2] قوله: ((قال)) ليس في (ز).
[3] في (ز): ((تدرون)).
[4] في (ز): ((فقالت)).
[5] في (ز): ((بيده)).
[6] في (ز): ((النَّبيُّ)).
[7] في المطبوع: ((◙)).
[8] في (ز): ((قال)).
[9] في المطبوع و(ز): ((وقد)).
[10] في (ز): ((قال والله)).
[11] قوله: ((قال سهلٌ)) ليس في (ز).
[12] في (ز): ((كان)).
[13] في (ز): ((ورجاء)).