شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب ما يكره من الحلف في البيع

          ░27▒ بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الحَلِفِ في البَيْعِ
          فيهِ ابنُ أبي أَوْفَى، أنَّ رَجُلًا أَقَامَ سِلْعَةً، وَهُوَ في السُّوقِ، فَحَلَفَ(1) بِاللهِ لَقَدْ أُعْطَي بِهَا مَا لَمْ يُعْطِ لِيُوقِعَ فِيهَا رَجُلًا مِنَ المُسْلِمِينَ فَنَزَلَتْ: {إِنَّ الَّذِيْنَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيْلًا} الآيَةَ(2)[آل عِمْرَان:77]. [خ¦2088]
          وهو(3) وعيدٌ شديدٌ في اليمين الغموس، وذلك قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ لَا خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[آل عِمْرَان:77]فجمع الله هذه العقوبات كلِّها في هذه اليمين(4) لما جمعت مِنَ المعاني الفاسدة، وذلك كذبه في اليمين بالله تعالى، وهو أجلُّ ما يُحلف به.
          ومنها غروره في سلعته مَنْ يقع فيها مِنْ أجل يمينه تلك، ومنها استحلاله ماله بالباطل، وهو الثَّمن القليل الَّذي(5) لا يدوم له في الدُّنيا لتسمية الله ╡ له قليلًا عوضًا ممَّا كان يلزمه مِنْ تعظيم حقِّ الله تعالى والوفاء(6) بعهده، والوقوف عند نهيه وأمره، فخاب تجرُه، وخسرت صفقته.


[1] قوله: ((فحلف)) ليس في (ز).
[2] قوله: ((الآية)) ليس في (ص).
[3] في (ز): ((هذا)).
[4] زاد في (ز): ((الغموس)).
[5] قوله: ((الَّذي)) ليس في (ص).
[6] في (ز): ((وللوفاء)).