شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب: {يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم}

          ░26▒ بَابُ {يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ}[البقرة:267]
          فيهِ أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبيَّ صلعم يَقُولُ(1): (الحَلِفُ مُنَفِّقَةٌ لِلسِّلْعَةِ مُمْحِقَةٌ لِلْبَرَكة(2)). [خ¦2087]
          قال المُهَلَّبُ(3): سُئِلَ بعض العلماء عن معنى قوله تعالى: {يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ}[البقرة:276]وقيل له: نحن نرى صاحب الرِّبا يربو ماله، وصاحب الصَّدقة ربَّما كان مقلًّا قال(4): متى يربي الله الصَّدقات؟ إنَّ الصَّدقة يجدها(5) صاحبها مثل أُحُدٍ(6) يوم القيامة، كذلك(7) صاحب الرِّبا يجد عمله(8) ممحوقًا إن تصدَّق منه، أو وصل رحمه لم يكتب له بذلك حسنةٌ، وكان عليه إثم الرِّبا بحاله.
          وقالت طائفةٌ: إنَّ الرِّبا يُمحق في الدُّنيا والآخرة على عموم اللَّفظ، واحتجُّوا على ذلك بقوله ◙: ((الحَلِفُ مُنْفِقَةٌ للسِّلْعَةِ، مُمْحِقَةٌ للبَرَكَةِ(9))) فلمَّا كان نفاق السِّلعة بالحلف الكاذبة في الدُّنيا كان ممحقًا للبركة(10) فيها في الدُّنيا فكذلك محق الرِّبا يكون أيضًا في الدُّنيا(11) وذكر عبدُ الرَّزَّاقِ عن مَعْمَرٍ قال: سمعنا أنَّه لا يأتي على صاحب الرِّبا أربعون(12) سنةً حتَّى يُمحق.


[1] في (ز): ((هريرة قال النَّبيُّ صلعم)).
[2] في (ز): ((الحَلِفُ مُمْحِقَةٌ لِلْبَرَكَةِ مُنَفِّقَةٌ لِلسِّلْعَة)).
[3] في (ز): ((المؤلِّف)).
[4] في (ز): ((فقال)).
[5] في (ز): ((هل يجد الصَّدقة)).
[6] زاد في (ز): ((إلَّا))، وفي (ز): ((أحدٍ)) غير واضحةٍ.
[7] في (ز): ((فكذلك)).
[8] زاد في (ز): ((كلَّه)).
[9] في (ز): ((الحلف ممحقةٌ للبركة منفقةٌ للسِّلعة)).
[10] في (ز): ((ممحق البركة)).
[11] قوله: ((فكذلك محق الرِّبا يكون أيضًا في الدُّنيا)) ليس في (ص).
[12] في (ص): ((أربعين)).