شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب بركة صاع النبي ومدهم

          ░53▒ بَابُ بَرَكَةِ صَاعِ النَّبيِّ صلعم وَمُدِّهِ
          فيهِ عَائِشَةُ عَنِ النَّبيِّ صلعم(1)
          فيهِ عَبْدُ اللهِ بنُ زَيْدٍ، عَنِ(2) النَّبيِّ صلعم(3): (إنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ وَدَعَا لَهَا، وَحَرَّمْتُ المَدِينَةَ كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، وَدَعَوْتُ لَهَا، في مُدِّهَا وَصَاعِهَا، مِثْلَ مَا دَعَا إِبْرَاهِيمُ لِمَكَّةَ). [خ¦2129]
          قوله ◙: (اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي صَاعِهِمْ وَمُدِّهِمْ(4)) يعني ما يُكال بالصَّاع والمدِّ(5)، وأضمر ذلك لفهم السَّامع، وهذا مِنْ باب تسمية الشَّيء باسم ما قرُب منه(6)، وكان مدُّ أهل المدينة صغيرًا، لقلَّة الطَّعام عندهم، فدعا لهم النَّبيُّ صلعم بالبركة في طعامهم، ويُستحبُّ أن يُتخذ ذلك المكيال رجاءً لبركة دعوة النَّبيِّ صلعم والاستنان بأهل البلد الَّذين دعا لهم، وقد قال(7) ◙: ((كِيْلُوا طَعَامَكُمْ يُبَارَكْ لَكُمْ فِيْهِ)).


[1] في (ز): ((فيه عن عائشة)).
[2] في (ز): ((أنَّ)).
[3] زاد في (ز): ((قال)).
[4] في (ز): ((بارك لهم في مدِّهم وصاعهم)).
[5] في (ز): ((بالمدِّ والصَّاع)).
[6] في المطبوع: ((ما يقاربه))، وغير واضحة في (ص).
[7] في (ز): ((وقال)).