شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب قول الله تعالى: {وإذا رأوا تجارةً أو لهوًا انفضوا إليها}

          ░6▒ بَابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا}[الجمعة:11].
          فيهِ جَابِرٌ، قَالَ(1): (بَيْنَمَا(2) نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ النَّبيِّ صلعم إِذْ أَقْبَلَتْ عِيْرٌ مِنَ الشَّأْمِ(3) تَحْمِلُ طَعَامًا، فَالْتَفَتُوا(4) إِلَيْهَا حَتَّى مَا بَقِيَ مَعَ النَّبِّيِّ صلعم إِلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، فَنَزَلَتْ: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا(5)}[الجمعة:11]). [خ¦2058]
          تقدير الآية عند المُبَرِّدِ: وإذا رأوا تجارةً انفضُّوا إليها، وإذا رأوا لهوًا انفضُّوا إليه، ثمَّ حذف ضمير الثَّاني، وأخَّر ضمير الأوَّل، والمعنى وإذا رأوا ذلك أسرعوا إليه.
          واللهو ما يُصنع عند النِّكاح مِنَ الدُّفِّ، وقيل: هو الطَّبل، وقال قَتَادَةُ: {وَتَرَكُوكَ(6) قَائِمًا}[الجمعة:11].
          قال الحَسَنُ: قال النَّبيُّ صلعم: ((لَوِ اتَّبَعَ آخِرُهُمْ أَوَّلَهُم الْتَهَبَ الوَادِي عَلِيْهِمْ نَارًا)) وقال قَتَادَةُ: لم يبقَ مع النَّبيِّ صلعم إلَّا اثنا عشر رجلًا وامرأةً، وقال الحَسَنُ: إنَّ أهل المدينة أصابهم جوعٌ وغلاء سعرٍ، فلذلك خرجوا إلى العير حين قدمت.
          {قُلْ مَا عِندَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ}[الجمعة:11]أي ما عند الله(7) مِنَ الثَّواب والأجر خيرٌ مِنْ ذلك لمَنْ جلس واستمع الخطبة {وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}[الجمعة:11]فارغبوا إليه في سعة الأرزاق. /


[1] قوله: ((قال)) ليس في (ز).
[2] في (ص): ((بينا)).
[3] في المطبوع: ((أقبلت من الشَّام عيرٌ)).
[4] في (ز): ((فانقلبوا)).
[5] زاد في (ص): (({وَتَرَكُوْكَ قَائِمًا})).
[6] قوله: (({وَتَرَكُوْكَ})) ليس في (ص).
[7] في (ز): ((عنده)).