مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب طلب الولد

          ░121▒ باب طلب الولد
          فيه حديث سيار، عن الشعبي، عن جابر، كنت مع النبي صلعم في غزوة، الحديث سلف في الطهارة وغيرها.
          ومعنى: قفلنا: رجعنا. والقطوف: تقارب الخطو في سرعة، وهو ضد الوساع.
          قوله: (فبكرا) تقديره: أبكراً تزوجت؛ لأن أم لا يعطف بها إلا بعد همزة الاستفهام. والكيس هنا يجري مجرى الحذر، قاله الخطابي، قال: وقد يكون بمعنى الرفق وحسن التأني. وقال ابن الأعرابي: الكيس: العقل، كأنه جعل طلب الولد عقلاً.
          وقيل: أرادا الحذر من العجز عن الجماع، ففيه الحث على الجماع.
          والكوس بالسين مهملة ومعجمة: الجماع، يقال: كاس الجارية، وكاسها، وكارسها وكاوسها مكاوسة كواساً، واكتاسها، كل ذلك إذا جامعها.
          وطلب الولد مندوب إليه؛ لقوله ◙: ((إني مكاثر بكم الأمم)) وإنه ((من مات من ولده ممن لم يبلغ الحنث، فإن الله يدخله الجنة بفضل رحمته إياهم)).
          فإن قلت: ((أمهلوا حتى تدخلوا ليلاً)) أي: عشاء. يعارضه نهيه أن يطرق الرجل أهله ليلاً؟ قلت: لا تعارض؛ ففي هذا الحديث أمر المسافر إذا قدم نهاراً أن يتربص حتى يدخل إلى أهله عشاء؛ لكي يتقدمه إلى أهله خبر قدومه، فتمتشط له الشعثة وتتزين وتستحد، لئلا يجدها على حالة يكرهها فتقع البغضاء، وهذا رفقاً منه بالأمة، ورغبة في إدام المودة بينهما وحسن العشرة.
          والحديث الآخر إذا قدم ليلاً؛ لأن الطروق لا يكون إلا وقت العشاء فهو لمن يقدم فجأة بعد مضي وقت من الليل، فنهى عن ذلك؛ للعلة السالفة، وهي: خشية أن يتخونهم، لا سيما إذا طالت غيبته، فإنه يبعد مراقبتها له وتكون آيسة من تعجله إليها، فيجد الشيطان سبيلاً إلى إيقاع سوء الظن.