مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب تفسير ترك الخطبة

          ░46▒ باب تفسير ترك الخطبة
          ذكر حديث ابن عمر عن عمر السابق في تأيم حفصة.
          ثم قال: تابعه يونس وموسى بن عقبة وابن أبي عتيق، عن الزهري. يعني أنهم جعلوه من مسند ابن عمر، وقد سلف في النكاح هذا من مسند عمر.
          وابن أبي عتيق هذا اسمه محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عتيق.
          فإن قلت: كيف ترجم هذه الترجمة وقد سلف أن الخطبة جائزة على خطبة الغير إذا لم يكن ركون، والشارع حين أخبر أبا بكر لم يكن أعلم بهذا عمر، فضلاً عن ركونه؟ قلت: أجاب عنه ابن بطال بأن الصديق علم أنه ◙ إذا خطب إلى عمر ابنته فسر بذلك ويشكر الله على هذه النعمة، فقام علم الصديق بهذه الحالة مقام الركون والتراضي بينهما؛ فكذلك كل من علم أنه لا يصرف إذا خطب لا ينبغي الخطبة على خطبته حتى يترك كما فعل الصديق.
          وقال ابن المنير: الظاهر عندي أن (خ) أراد أن يحقق امتناع الخطبة / بامتناع أبي بكر هذا، ولم ينبرم الأمر من الخاطب والولي، فكيف لو تراكنا؟ وكأنه من (خ) استدلال بالأولى.