مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب غيرة النساء ووجدهن

          ░108▒ باب غيرة النساء ووجدهن
          فيه حديث عائشة ♦ قالت: قال لي رسول الله صلعم: ((إني لأعلم)) الحديث.
          أخرجه (م) أيضاً وحديثها أيضاً: ((ما غرت على امرأة لرسول الله)) الحديث وسلف في مناقبها.
          و(غضبى) مقصور كسكرى؛ لأن ما يثبت في مذكره النون، فمؤنثه مقصور؛ لأن مذكر غضبى غضبان، وسكرى سكران.
          قال الهروي: أراد أن يبشرها بقصر من زمردة مجوفة أو لؤلؤة مجوفة. يقال: بيت الرجل قصره، وبيته: داره، وبيته: شرفه.
          قوله: (ما غرت على امرأة..) إلى آخره. هو من غاية الغيرة؛ لأن الغالب إنما يكون في الموجدة، وهي لم تكن موجودة إذ ذاك، ولا مشاركة معها في رسول الله.
          ففيه: الصبر على النساء، وعلى ما يبدو منهن من الجفاء والحرج عند الغيرة؛ لما قد جبلن عليه منها، وأنهن لا يملكنها، فعفي عن عقوبتهن على ذلك، وعذرهن الله فيه.
          قوله: (ما أهجر إلا اسمك) يدل كما قال المهلب على أن الاسم من المخلوقين غير المسمى، ولو كان هو وهجرت اسمه لهجرته بعينه، ويدل على ذلك أن من قال: أكلت اسم العسل واسم الخبز، فإنه لا يفهم منه أنه أكل الخبز والعسل، وكذلك إذا قال: لقيت اسم زيد، لا يفهم منه أنه لقي زيداً، ويبين ذلك ما نشاهده من تبديل أسماء المماليك وتبديل كنى الأحرار، ولا تتبدل الأشخاص مع ذلك.
          وإنما يصح عند تحقيق النظر أن يكون الاسم هو المسمى في الله وحده فقط، لا فيما سواه من المخلوقات، ولابن السيد البطليوسي فيه مؤلف.