مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب: من لم يستطع الباءة فليصم

          ░3▒ باب من لم يستطع الباءة فليصم
          ذكر فيه أيضاً بزيادة الأسود مع علقمة: فقال عبد الله: ((كنا مع رسول الله صلعم شباباً)) الحديث وقد سلف في الصوم.
          وجماعة الفقهاء على أنه مندوب إليه للقادر عليه، وقد تركه جماعة من الصحابة مع القدرة وعكفوا على العبادة، وهذا أبو الزوائد: لم يتزوج؛ ولأنه قضاء شهوة فلم يجب، ولا يقاس على الغذاء؛ لأن تركه يؤدي إلى الهلاك بخلافه، وحاصل مذهبنا أن الناس في النكاح قسمان: تائق(1)، وغيره. وكل منهما واجد أهبته وفاقدها، فالتائق الواجد يستحب في حقه، والفاقد يكسر شهوته بالصوم، وغير التائق الفاقد يكره في حقه، والواجد يستحب له إن لم يتعبد.
          وقول عثمان لعبد الله: ((إن لي إليك حاجة)) فيه: جواز ذلك للخليفة.
          قوله: (فخلوا) في بعض النسخ: ((فخليا)) وذكره ابن التين بلفظ: فخليا، ثم قال: صوابه: فخلوا؛ لأنه من ذوات الواو مثل قوله: {فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا} [الأعراف:189].
          وفي إسناد الثاني / عمارة وهو ابن عمير التيمي تيم اللات بن ثعلبة الكوفي مات في خلافة سليمان بن عبد الملك.


[1] في المخطوط: ((تارك)) ولعل الصواب ما أثبتناه.