مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب قول الله تعالى: {الرجال قوامون على النساء}

          ░91▒ باب قول الله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء} [النساء:34]
          فيه حديث سليمان هو ابن بلال عن حميد، عن أنس: قال آلا رسول الله صلعم.. الحديث
          وقد سلف في الصوم، ومعنى هذا الباب أن الله تعالى أباح هجران الأزواج عند نشوزهن، ورخص في ذلك عند ذنب أو معصية تكون منهن، فالترجمة مطابقة لما أورده؛ لأن في الآية التي ذكر {وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ} [النساء:34] وقد هجرهن ◙.
          وقال أهل التفسير معنى {وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ} [النساء:34] يعني: معصيتهن لأزواجهن، وأصل النشوز: الارتفاع، فنشوز / المرأة: ارتفاعها عن حق زوجها. وفسر الشارع مقدار ذلك بإيلائه شهراً حين أسر إلى حفصة فأفشته لعائشة، وتظاهرتا عليه. قيل: إنه أصاب جاريته مارية في بيت حفصة ويومها. وقال الزجاج: في يوم عائشة. وذلك سنة تسع، وسألها أن تكتمه، فأخبرت به عائشة. والأرجح أنه شرب عسلاً عند زينب.
          وذلك الهجران لا يبلغ به الأربعة الأشهر التي ضربها الله، أجل إعذار المولى، فأمر الله أن يبدأ النساء بالموعظة أولاً ثم بالهجران بعده، فإن لم ينجعا فيهن فالضرب؛ أي: غير مبرح كما يأتي، وقوله تعالى: {بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء:34] يعني: بما فضل الله به الرجال من القوة على الكسب بالحرب وغيرها، وبما أنفقوا من أموالهم في المهور وغيرها، فهذا يوجب النفقة للرجال على النساء.