مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب: لا يخطب على خطبة أخيه حتى ينكح أو يدع

          ░45▒ باب لا يخطب الرجل على خطبة أخيه
          فيه حديث ابن عمر نهى رسول الله صلعم أن يبيع بعضكم على بيع بعض... الحديث.
          وحديث أبي هريرة ثابت عن النبي صلعم قال: ((إياكم والظن))... الحديث.
          قد أسلف (خ) في البيوع مثله من حديث أبي هريرة أيضاً في الخطبة وسلف حديث ابن عمر في البيع على بيع أخيه، وأخرجه (م) (د) (ق).
          وفسر ابن التين البيع على بيع أخيه السوم على سومه، وقال يزيد: لأنه لو وقع البيع لما سئل عن بيعه بعد ذلك، وهو عجيب فإنه قد يكون زمن خيار مجلس أو شرط قال ثم هذا بعد التراكن، وأما في أوله فلو ترك ذلك لأخذه المشتري بما يريد وبياعات المسلمين في أسواقهم يتزايدون فيها، وكرهه بعض السلف.
          والخِطبة بكسر الخاء مصدر خطب المرأة خطبة، والضم في الوعظ.
          وأغرب بعضهم فادعى أن هذا النهي منسوخ بخطبة الشارع لأسامة فاطمة بنت قيس على خطبة معاوية وأبي جهم.
          وروي عن الحسن بن علي أنه لا يكاد يبلغه أن رجلاً خطب امرأة إلا خطبها. وفقهاء الأمصار على عدم ذلك وأنه باق، وخطبة الشارع والحسن إنما كان في حالة لم يتناولها النهي، وذلك قبل الركون دون ما بعده.
          قال ابن المرابط: لا أعلم أحداً ادعى نسخه.
          قوله: (وإياكم والظن فإن الظن) يريد أن تحقيق الظن قد يوقع في الإثم، وقد قال تعالى: {إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات:12].
          قوله: (أكذب الحديث) يريد: بعضه.
          و(التجسس) بالجيم والحاء معناهما واحد عند جماعة وهو: التطلب لمعرفة الأخبار، قاله الحربي.
          وقال ابن الأنباري: إنما نسق أحدهما على الآخر؛ لقوله: بعداً وسحقاً. وقيل: بالجيم: البحث عن عورات الناس، وبالحاء: الاستماع للحديث، وقيل: الأول في الخير والثاني في الشر وقيل: أكثر التجسس في الشر، بالجيم. وقال ابن حبيب بالحاء: أن تسمع ما يقول أخوك فيك، وبالجيم: أن ترسل من يسألك عما يقال لك في أخيه من السوء.